الخطباء والجواسيس.. تصعيد حوثي في استهداف المنظمات الدولية
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، لم تتوقّف عن استهداف المنظمات الإغاثية، على النحو الذي يضاعف الأعباء على السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين.
وعلى مدار الأسابيع الأخيرة، كثًّفت المليشيات من حملات التحريض والاستهداف ضد المنظمات الدولية العاملة بمناطق سيطرتها، وذلك من خلال وسائل إعلامها، وعبر منابر المساجد.
وعمل خطباء المساجد، التابعون للحوثيين، على شن حملات تحريض ممنهجة ضد المنظمات الدولية، تمثَّلت في المطالبة بطرد الموظفين الأجانب العاملين في منظمات اليونيسف والصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي، ووصفوهم بأنهم "جواسيس لا ينبغي السكوت عنهم".
وكثيرًا ما تعمَّدت المليشيات الحوثية استهداف المنظمات الإغاثية الدولية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، عبر جملة من الخطوات التي فضحت سلطة الحوثي الغاشمة.
ومن بين الخطوات الحوثية، أصدر ما يسمى المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشئون الإنسانية، الذي أنشأته المليشيات للتحكم بعمل المنظمات الدولية، تعميمًا، طالب فيه المنظمات بعدم عقد أي اجتماعات في مقارها إلا بعد الحصول على إذن مسبق.
ورصدت مليشيا الحوثي، اجتماعات داخل مقر سكن العاملين في منظمة الأمم المتحدة، ما يثبت تجسُّس المليشيات على المنظمات، في حين أن غالبية اللقاءات في السكن تكون شخصية وخارج إطار العمل.
إلزام الحوثيين للمنظمات بالحصول على إذن خطي لاجتماعاتها الروتينية، يعتبر تجميدًا ضمنيًّا لعمل المنظمات في صنعاء ومناطق سيطرتها.
وفي خطوة أخرى، هدَّدت المليشيات بطرد المنظمات الدولية العاملة في اليمن من المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وقال نائب وزير حقوق الإنسان في حكومة المليشيات الحوثية "غير المعترف بها" علي الديلمي إنَّ المنظمات لم تقدم لليمنيين أي خدمة ترقى لما تروجه من شعارات إنسانية وصفها بـ"الزائفة".
وفي تهديد مُبطّن، وجَّهه لهذه الجهات الدولية الإغاثية، صرَّح المسؤول الحوثي بأنّه إذا "لم تقم المنظمات بعملها فإنه غير مرحب بها".
وضمن حلقات الاستهداف الحوثية، قال وكيل وزارة خارجية المليشيات محمد حجر إنّه ينبغي على المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني الالتزام بمبادئ النزاهة.
وقال أحمد العماد المسؤول بوزارة خارجية الحوثيين، إنّ آلية المساعدات الإنسانية لليمن أضحت محل جدل في الداخل وفي أروقة الأمم المتحدة، وعبّر عن رفضه لما أسماه "العبث" بالمساعدات الإنسانية، وقال: "نحن في محل تقييم آلية المساعدات المقدمة لليمن".
إقدام المليشيات الحوثية على هذه الممارسات تكشف عن الوجه الإرهابي لهذا المعسكر، الذي يستهدف تأزيم الوضع الإنساني لإطالة أمد الأزمة وتكبيد المدنيين أعباءً ثقيلة.