الطفلة التي اقتحمت المدرسة بالقنبلة.. وجه آخر للإرهاب الحوثي
سيظل الإرهاب الذي زرعته المليشيات الحوثية في عقول الأطفال بالمناطق الخاضعة لسيطرتها، الوجه الأشد بشاعة والأثر الأكثر فداحة للحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014.
محافظة إب كانت شاهدةً على واقعةٍ برهنت على تفخيخ وتلغيم عقول الأطفال جرّاء ما وقعن عليهم من آثار عدوانية ناجمة عن الحرب الحوثية.
ففي إحدى مدارس المحافظة، هدَّدت طالبة بتفجير مدرستها عقب خلافات نشب بينها وبين إدارة المدرسة وإحدى المعلمات، بحسب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، كشفوا تفاصيل هذه الواقعة اللافتة.
وتقول التفاصيل إنّ الطالبة منعت من دخول المدرسة بسبب خلاف بينها وبين إحدى المعلمات، وتصرفاتها غير الطبيعية بسبب حالتها النفسية، في حين قررت إدارة المدرسة السماح للطالبة بدخول الامتحانات المقررة بعد أيام.
لم تقبل الطالبة بالأمر، واقتحمت المدرسة وبحوزتها قنبلة يدوية وهدّدت بتفجيرها في الفصل ما لم يتم حضور المديرة والمعلمات أمامها.
وتمكّنت إحدى المعلمات من الدخول إلى الفصل ومخادعة الطالبة التي كانت تهدد بتفجير القنبلة ونجحت بإخذها منها ومن ثم سادت حالة من الفوضى وسط المدرسة.
مصادر "المشهد العربي" لم تستبعد أن تكون هذه الواقعة مرتبطة بثقافة القتل والترويع الناجمة عن الحرب الحوثية، حيث أجادت المليشيات على مدار السنوات الماضية غرس ثقافة الإرهاب في عقول كافة الفئات، لا سيّما الأطفال.
وتحت سيطرة المليشيات الحوثية، أصبح من غير المستغرب في بعض المحافظات أن يحمل الأطفال أسلحة أو حتى قنابل، وهذا راجعٌ إلى ثقافة الإرهاب التي غرستها الأطفال.
ولا يقتصر الإرهاب الحوثي على نشر ثقافة القتل، بل تسبَّبت المليشيات في نشر آثار نفسية كارثية على السكات في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وتسبّبت الحرب الحوثية في آثار نفسية مرهقة للغاية، وأنّه لا يزال الدعم النفسي والاجتماعي يمثل تحديًّا في منطقة لا تحظى فيه فكرة الضائقة النفسية إلا بمصداقية قليلة.
وقال تقريرٌ مشتركٌ صادرٌ عن منظمة هانديكاب إنترناشونال المتخصصة فى مجال الإعاقة، والمنظمة الدولية للمعوقين، إنّ هناك تدفقًا مستمرًا للمرضى من الأشخاص المصابين في النزاع أو حوادث السيارات، إلى كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة الذين يحتاجون إلى رعاية إعادة التأهيل، وكثير من الناس يحتاجون إلى المساعدة بسبب الفوضى العارمة الناجمة عن الحرب الحوثية.