استراتيجية الانتقالي نحو جنوب مستقر.. خطوة على طريق التحرُّر
بعدما تمّ التوقيع على اتفاق الرياض في العاصمة السعودية في الخامس من نوفمبر الماضي، تحوَّلت استراتيجية القيادة الجنوبية إلى العمل على تحقيق الاستقرار في الجنوب، عبر جهود هائلة يقودها الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.
الرئيس الزُبيدي حرص خلال الأيام القليلة الماضية على متابعة التطورات في الجنوب على كل الأصعدة، سواء أمنيًّا أو سياسيًّا أو اجتماعيًّا أو حتى إعلاميًّا، وهي جهود تنصب جميعها في رحلة الجنوب نحو استعادة الدولة وفك الارتباط، وهو مطلب شعبي لا تناول عنه ولا مساومة عليه.
ففي أحدث هذه الجهود، ترأس الرئيس الزُبيدي، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً ضم نخبة من الاستشاريين والخبراء الاقتصاديين، لمناقشة الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد، حيث دعا الحاضرين للمشاركة الفاعلة في تقديم المقترحات والآليات والسُبل الكفيلة بمعالجة تلك الأوضاع بما يسهم في التخفيف عن كاهل المواطنين.
وخلال اللقاء، أكد الرئيس الزُبيدي أنَّ المجلس الانتقالي يضع في سلم اهتماماته الأخذ بالآراء والمقترحات التي يقدمها الخبراء وأصحاب الاختصاص للمساهمة في النهوض بالواقع الاقتصادي المتدهور الذي تسببت به الإدارة الفاشلة للمرافق الحيوية للدولة وأثرت سلبًا على حياة المواطنين.
كما عقد الرئيس الزُبيدي، أمس الاثنين، في مكتبه بالعاصمة عدن، الشخصية القيادية والعسكرية البارزة اللواء علي قاسم طالب محافظ محافظة الضالع، وقائد قوات البحرية الأسبق.
وناقش الزُبيدي، مع اللواء طالب مستجدات الأوضاع العسكرية في محافظة الضالع وباقي محافظات الجنوب، وكيفية مواجهة التحديات التي تواجه شعبنا، وكذا جهود تنفيذ اتفاق الرياض الذي وقعه المجلس الانتقالي الجنوبي مع الحكومة اليمنية في الخامس من نوفمبر الماضي برعاية كريمة من المملكة العربية السعودية.
وأكد الرئيس الزُبيدي، خلال اللقاء، حاجة المجلس الانتقالي الجنوبي لجميع القيادات العسكرية الجنوبية المُجربة، للاستفادة من خبراتها السابقة لتعزيز قدرات منتسبي القوات المسلحة والأمن الجنوبي، ورفع كفاءاتهم بما يمكّنهم من تجاوز أي معوقات قد تعترض سير عملهم خلال المرحلة القادمة.
من جانبه، أشاد اللواء على قاسم طالب بالجهود التي بذلها ويبذلها الرئيس الزُبيدي للوصول بالقضية الجنوبية وفرضها على طاولة القرار الدولي وانتزاع الاعتراف بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم السياسي.
كما استقبل الرئيس الزُبيدي، يوم السبت الماضي، قائد كتائب الدعم والإسناد بمحافظة الضالع العميد مثنى ناصر "أبو عمر".
وخلال اللقاء، استمع الرئيس الزُبيدي من القائد أبو عمر لشرح وافٍ عن تطورات الأوضاع العسكرية في جبهات القتال المشتعلة ضد المليشيات الحوثية شمال محافظة الضالع، وكذا موجز عن المهام والمسؤوليات التي تضطلع بها قوات الدعم والإسناد لحفظ الأمن والاستقرار في المحافظة.
وأشاد الرئيس الزُبيدي بالمآثر البطولية التي يجترحها أبطال القوات المسلحة الجنوبية بشكل عام، وكتائب الدعم والإسناد بشكل خاص، وهم يلقنون المليشيات الحوثية دروساً قاسية، وملحقين بها الخسائر الفادحة في العدة والعتاد بمختلف جبهات القتال شمالي الضالع.
وشدد الرئيس القائد على أهمية تعزيز وتكثيف الجهود والتنسيق مع مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية في المحافظة لتعزيز حالة الأمن والاستقرار في محافظة الضالع، ورفد الجبهات بما تحتاج، للحفاظ على الانجازات التي تحققت، مؤكدًا أنّ المرحلة المقبلة ستشهد دعمًا نوعيًّا من قبل الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لمواجهة ودحر المليشيات الحوثية وما تحمله من أجندات إيرانية، وذلك وفقاً لما تضمنه اتفاق الرياض.
من جانبه، عبّر القائد أبو عمر، عن تقديره لاهتمام ومتابعة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي لجاهزية وقدرات قوات الدعم والإسناد، مؤكداً استعداد القوات لأي مهام ستوكل إليها لحفظ أمن واستقرار محافظة الضالع وحماية الحدود من أي محاولات تسلل قد تحاول المليشيات الحوثية تنفيذها.
وعن محافظة أبين، أشاد الرئيس الزُبيدي بالجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية في أبين في حفظ الأمن والاستقرار، وحماية مصالح مواطني المحافظة.
جاء ذلك خلال لقاء الرئيس القائد مساء أمس الاثنين، بالعميد عبدالله الحوتري، رئيس القيادة المحلية بمحافظة أبين، والعميد الركن محمد فضل منصر القائم بأعمال مدير أمن أبين، والقائد صالح حيدرة المرقشي القائم بأعمال شرطة النجدة وأمن الطرق في المحافظة.
وخلال اللقاء، أكّد الرئيس الزُبيدي، أهمية تضافر جهود كل الأجهزة الأمنية بالمحافظة لتحقيق أعلى معدلات النجاح في تنفيذ الخطط المرسومة ، واحباط كل محاولات اقلاق السكينة العامة.
واستمع الرئيس القائد، من رئيس انتقالي أبين والقائم بأعمال مدير الشرطة وقائد النجدة في المحافظة إلى شرحٍ وافٍ عن الأوضاع العامة والحالة الأمنية والعسكرية في محافظة أبين، سيما في ظل محالاوت الاعتداءات المتكررة للقوات الإخوانية الغازية القادمة من خارج أرض الجنوب.
العاصمة عدن نالت نصيبًا كبيرًا من جهود القيادة السياسية الجنوبية لتحقيق الأمن والاستقرار بها على مختلف الأصعدة، حيث استقبل الرئيس الزُبيدي، أمس الاثنين، مدير عام شرطة السير بالعاصمة عدن، العقيد جمال ديّان.
وخلال اللقاء، استمع الرئيس الزُبيدي من العقيد ديّان، إلى شرحٍ موجزٍ عن المهام والمسؤوليات التي تضطلع بها شرطة السير ضمن الحملة التي تنفذها الأجهزة في الأمنية في العاصمة عدن لضبط المركبات المجهولة (غير المجمركة)، وكذا المركبات المجمركة التي لا تحمل لوحات مروروية، بالإضافة إلى ضبط الدراجات النارية.
وأشاد الزُبيدي بالدور الهام الذي تلعبه إدارة شرطة السيرة ورجال المرور في تنظيم حركة السير والتخفيف من الازدحامات المرورية في شوارع العاصمة عدن، وجهودهم الكبيرة في ضبط المخالفين لأنظمة ولوائح السير، مشدداً على ضرورة مضاعفة تلك الجهود وعدم التهاون مع أي مخالف مهما كانت الجهة التي يتبعها، وذلك إنفاذاً للقانون الذي يتساوى أمامه الجميع.
من جانبه، عبَّر العقيد جمال ديّان عن تقديره للاهتمام الذي حظي به من قبل الرئيس القائد، مثمنًا دعمه الكبير لإدارة شرطة السير وحرصه الدائم على توفير مختلف أنواع المساعدة للإدارة ورجال المرور للقيام بمهامهم من دون أي معوقات.
ومساء السبت، التقى الرئيس الزُبيدي، مدير إدارة البحث الجنائي بالعاصمة عدن العميد صالح محمد القملي.
وخلال اللقاء، اطّلع الرئيس الزُبيدي، من العميد القملي، على الجهود التي يبذلها رجال البحث الجنائي لتأدية مهامهم في التحري ورصد الجرائم وتعقّب الجناة والمطلوبين أمنياً، وما يواجهونه من صعوبات تعترض سير عملهم.
وأشاد الرئيس الزُبيدي بالجهود التي يبذلها منتسبو إدارة البحث الجنائي برغم بعض العراقيل والظروف التي شهدتها العاصمة عدن، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة تفعيل جميع الأقسام في إدارة البحث الجنائي، وسرعة التحقيق مع الجناة ومرتكبي الجرائم واتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم، والتنسيق المستمر مع النيابة لما من شأنه الارتقاء بعمل البحث الجنائي في العاصمة عدن.
لم تغفل القيادة الجنوبية الاهتمام بالمجال الفكري والعلمي من أجل تحقيق الاستقرار الجنوبي، فأمس الاثنين استقبل الرئيس الزُبيدي، نخبة من أكادميي جامعة عدن.
وخلال اللقاء، ناقش الرئيس الزُبيدي، مع الأكادميين مستجدات الأوضاع في العاصمة عدن وباقي محافظات الجنوب، مطلعاً إياهم على ماتضمنته بنود اتفاق الرياض الذي وقعه المجلس الانتقالي مع الحكومة اليمنية، وآلياته التنفيذية.
واستمع الرئيس الزُبيدي من الأكاديميين لمقترحاتهم وآرائهم بخصوص اتفاق الرياض والآليات الضامنة لتنفيذه وإنجاحه من منظور أكاديمي وعلمي.
وأكّد الرئيس الزُبيدي، اهتمام المجلس الانتقالي الجنوبي بشريحة الأكاديميين وآرائهم ومقترحاتهم لتطوير عمل هيئاته المختلفة، كما يعوّل على هذه الشريحة المهمة في وضع الأساسات المكينة للدولة الجنوبية المنشودة.
تبرهن هذه الجهود، على حرص القيادة على تحقيق الاستقرار والأمن في الجنوب، وهي خطوة رئيسية على طريق تحقيق حلم الشعب المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط.
وفيما يُحاصر الجنوب بكثيرٍ من التحديات، فإنّ المرحلة المقبلة تتطلب مزيدًا من التكاتف الشعبي من قِبل الشعب إلى جانب قيادته السياسية وقواته المسلحة، من أجل عبور المرحلة الراهنة إلى بر الأمان.
وحقّق الجنوب مكاسب عديدة في الفترة الأخيرة، فعلى الصعيد العسكري تُقدِّم القوات الجنوبية انتصارات ملهمة أمام المليشيات الحوثية لا سيّما في محافظة الضالع.
وفي الوقت نفسه تلتزم القوات الجنوبية بالدفاع عن أراضيها من اعتداءات المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية التي كثَّفت من استهدافها للجنوب بشكل هائل في الأيام الماضية.
وعلى الصعيد السياسي، مثّل اتفاق الرياض الذي وقَّعه المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في الخامس من نوفمبر الماضي، انتصارًا دبلوماسيًّا مهمًا، حيث أصبح الجنوب طرفًا رئيسيًا في معادلة الحل السياسي الشامل للأزمة اليمنية.
كما حوَّل الاتفاق، مسار الاهتمام بالقضية الجنوبية من الصعيد المحلي إلى الصعيدين الإقليمي والدولي، وبالتالي فقد سمع العالم صوت الجنوب الحر، ومطالبة شعبه العادلة بحقه في تقرير المصير، المتمثل في فك الارتباط واستعادة الدولة.