اعتداءات الحوثي على المراقبين.. هل ملأ الطين أذن الأمم المتحدة؟
"أذن من طين وأخرى من عجين".. هذا القول العربي الشهير أصبح معبِّرًا عن تعامل الأمم الـتحدة مع الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية، والتي طالت موظفي المنظمة الدولية أنفسهم.
الخروقات الحوثية تمثّلت في اعتداءات مباشرة طالت الأمم المتحدة، بدءًا من مبعوثها إلى اليمن مارتن جريفيث وصولًا إلى المراقبين الذين نشرتهم في محافظة الحديدة.
ففي اعتداء جديد، أجبرت المليشيات 20 مراقبًا أمميًّا على طلب مغادرة اليمن، بعدما تعرّضوا له من مضايقات سواء التفتيش أو تقييد الحركة.
وتعرَّض المراقبون، من قِبل المليشيات الحوثية، لاعتداءات تمثّلت في التفتيش وتقييد الحركة، بعد تخلي مكتب المبعوث الدولي على مسؤولة الاتصال في بعثة المراقبين التي منعت من العودة لليمن.
والـ20 مراقبًا أمميًّا هم من الجنسيتين السويسرية والسويدية، وقد منعتهم المليشيات، وفق صحيفة البيان، من مغادرة السفينة الأممية الراسية في ميناء الحديدة وتستخدم كمقر لبعثة المراقبة، وقد رُفع الطلب للأمم المتحدة بعد تعرض المراقبين للتفتيش بطريقة مهينة ومصادرة أجهزتهم وتهديدهم.
واضطرت مسؤولة الاتصال ببعثة المراقبة التي منعت ميليشيا الحوثي دخولها وإعادتها من مطار صنعاء إلى الأردن، للعودة إلى بلادها بعد أن أبلغها كبير المراقبين الدوليين أبيجهيت جوها أنّه غير قادر على فعل شيء، وأحالها على مكتب المبعوث الدولي مارتن جريفيث الذي رفض الرد على اتصالاتها لتعود إلى بلادها دون التمكن حتى من أخذ أمتعتها الشخصية التي صادرتها مليشيا الحوثي.
تكشف هذه المعلومات التي يمكن وصفها بـ"الخطيرة"، حجم الاعتداءات التي ارتكبتها المليشيات الحوثية التي قوبلت بصمت أممي مريب على هذه الجرائم، وهو ما يمكن اعتباره تأشيرة على القتل الحوثي الفتاك.
ويوم السبت، أقدمت المليشيات على طرد ثلاثة من أعضاء البعثة الأممية إلى الحديدة، وإرجاعهم الى الأردن من مطار صنعاء الخاضع لسيطرتها، بعد وصولهم بساعات.
وكشفت مصادر عسكرية عن وصول طائرة تقل خبيرين أوروبيين وخبيرة أفريقية، عائدين من إجازاتهم ويعملون مع الأمم المتحدة مراقبين ومعهم أجهزتهم ومعداتهم إلى مطار صنعاء الدولي.
وقالت المصادر إن المليشيات استوقفت الخبراء الثلاثة لمدة ست ساعات، ثم سحبت منهم تأشيراتهم وأجبرتهم على العودة إلى الأردن على متن الطائرة التي قدموا عليها.
وعلى الفور، تواصل الخبراء مع المبعوث الأممي مارتن جريفيث ورئيس المراقبين الأممين الجنرال الهندي أبهيجت جوها، إلا أنّ الاثنين لم يُحرِّك أيُ منهما ساكنًا.
واتهمت المليشيات، الخبراء الثلاثة برفع تقرير يدين الحوثيين بارتكاب انتهاكات وخروقات لوقف إطلاق النار خلال الفترة الماضية.
وفي اجتماعات سابقة، هاجمت المليشيات الحوثية ، الخبراء الثلاثة أثناء وجودهم على متن السفينة الأممية لكن رئيس المراقبين حاول تهدئة الأوضاع عبر منح الخبراء إجازة لفترة قصيرة.
تزامنت هذه الحادثة مع واقعة أخرى هي أشد خطورة، تمثَّلت في اقتحام عناصر حوثية مقر فريق المراقبة التابع للأمم المتحدة في محافظة الحديدة والاستيلاء ونهب كافة محتوياته وطرد الحراسة من على المبنى واستبدالها بحراسات تابعة للمليشيات.
كما طالت الاعتداءت الحوثية موكب جريفيث بنفسه، وقد حدث ذلك خلال زيارته الأخيرة إلى صنعاء التي استغرقت بضع ساعات، والتي أنهاها المبعوث غاضبًا، بعدما أفشلت المليشيات مهمته، وحاولت الاعتداء على موكبه، فيما قالت مصادر مطلعة إنّ المبعوث الأممي رفض الإدلاء بأي تصريح خلال هذه الزيارة.
اللافت أنّه على الرغم من هذه الاعتداءات الإرهابية الحوثية على أكثر من صعيد، فإنّ جريفيث يصر على ما يبدو على تجاهلها، ما يثبت أنّه يبحث فقط علن حل سياسي وحتى إن كان محكومًا بالفشل، ولا يمكن أن يوقف الأزمة أو ينهي الحرب.