لجنة مأرب العسكرية.. الانتفاضة السقطرية التي أجهضت المؤامرة الإخوانية
من جديد، أشعلت قرارات السلطة الإخوانية المحتلة لمحافظة أرخبيل سقطرى غضبًا شعبيًّا، جرَّاء القرارات والخطوات التي يصدرها المحافظ الإخواني رمزي محروس، التي تستهدف تعزيز نفوذ حزب الإصلاح في المحافظة.
وضمن هذا المخطط، فقد أوفدت المليشيات الإخوانية التابعة الشرعية لجنة عسكرية إلى أرخبيل سقطرى قادمة من محافظة مأرب، من أجل تنفيذ مهام "مشبوهة".
المليشيات الإخوانية تهدف من وراء هذه الخطوة، إلى تأسيس لواء ذات طابع حزبي موالٍ لها بقيادة المدعو سعد صومال، وسبق أن كشفت مصادر "المشهد العربي" أنّ اللجنة ستمنح أرقامًا عسكرية للجنود المنتمين لما يعرف بلواء الدفاع الساحلي، الذي جرى تدريب عناصره في مأرب بقيادة المدعو نوح عيدهن.
وبطلبٍ من المحافظ الإخواني رمزي محروس، تتولى اللجنة توزيع الأسلحة والأطقم على منتسبي ذلك اللواء، وتوزيعهم على بعض المواقع التي يتولى حمايتها اللواء الأول مشاة بحري، بهدف خلق فتنة بين أبناء الجزيرة.
الخطوة الإخوانية أثارت غضبًا شعبيًّا في سقطرى، حيث توافد أبناء المحافظة أمام بوابة المطار؛ للاحتجاج على قدوم هذه اللجنة الإرهابية الإخوانية.
وخلال التظاهرة، شدَّد المحتجون على تصديهم لكافة المؤامرات التي تحيكها مليشيا الإخوان تحت غطاء الشرعية؛ لاستهداف جزيرة سقطرى والجنوب عامة.
الانتفاضة السقطرية حقّقت أهدافها سريعًا، حيث تدخَّل التحالف العربي لمنع دخول اللجنة التي كلفها وزير الدفاع في حكومة الشرعية الخاضعة لسيطرة جماعة الإخوان محمد المقدشي، للقيام بمهام تشكيل لواء يتبع جماعة الإخوان في الجزيرة.
وجاء تدخُّل التحالف استجابة لحالة الرفض الشعبي لهذه اللجنة، وإنفاذًا لاتفاق الرياض الذي يمنع تشكيل أي وحدات عسكرية دون إشراف وتنسيق مع قيادة التحالف، لتعود اللجنة على نفس الطائرة التي قدمت بها من مطار سيئون بمحافظة حضرموت.
وليست هذه المرة الأولى التي ينتفض فيها الشعب السقطري ضد السياسات الإخوانية العبثية، التي تستهدف السيطرة على الأرخبيل ومصادرة مقدراته والنيل من أمنه واستقراره.
ومنذ تعيينه محافظًا لسقطرى، يعمل رمزي محروس على فرض الهيمنة الإخوانية على المحافظة، وتمكين عناصر حزب الإصلاح من مناصب نافذة في المحافظة، ضمن المحاولات الإخوانية المستمرة للسيطرة على مفاصل الجنوب.
ولا يعير المحافظ الإخواني أي اهتمام باحتياجات أهالي المحافظة، بل ويتعمَّد افتعال الكثير من الأزمات من أجل مضاعفة الأعباء على الشعب الجنوبي، في وقتٍ يُكثِّف فيه ممارسات تمكين الإخوان.
وكثيرةٌ هي القرارات التي اتخذها محروس من أجل تقوية نفوذ حزب الإصلاح في المحافظة، ففي وقتٍ سابق اتخذ عدة خطوات تهدف إلى تصفية الكوادر المحلية بالمحافظة واستبدالهم بالمقربين من حزب الإصلاح، وذلك بإصداره قرارًا بتعيين الملازم علي سالم عامر مديرًا لفرع مصلحة الهجرة والجوازات بالمحافظة.
كما أصدر قرارًا بتعيين المدعو عيسى بن ياقوت المدعوم قطريًّا شيخًا لمشائخ سقطرى، ضمن سياساته التي لا تعادي فقط الجنوب بل تعادي أيضًا التحالف العربي؛ كون بن ياقوت" كثير الظهور على قناة الجزيرة لمهاجمة دول التحالف.
إجمالًا، يقود محروس مخططًا إخوانيًّا يستهدف ضرب الاستقرار في الجزيرة ونقل شرارة التوتّر وبخاصةً أنّ المليشيات الإخوانية لها سوابق في إشعال توتّرات وصدامات جانبية بعيدًا عن المعركة الأساسية ضد المليشيات الحوثية، وذلك بهدف إحكام سيطرتهم على هذه المناطق.
المخطط الإخواني يتضمّن كذلك خدمة الأجندة القطرية وتشويه التحالف العربي، ولعل هذه هي الجريمة الأكبر التي ارتكبها حزب الإصلاح بعدما توارى وراء عبارة الشرعية واخترق مفاصل حكومة الشرعية وسيطر على أركانها، وغرس سمومه التي طعن بها التحالف من الظهر، عبر الارتماء في أحضان الحوثيين.