جوانتانامو تعز.. قصة مبكية لمعتقلٍ قُتل في أحد سجون الإخوان
لم تكد تمر بضعة أيام على استشهاد الشاب يسعد حبتور بعد تعرُّضه للتعذيب من قِبل المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية في محافظة شبوة، حتى وقعت ضحية أخرى في سجن إخواني آخر في مكان آخر.
الحديث عن شاب سقط قتيلًا في محافظة تعز، بعد تعرضه للتعذيب من قِبل المليشيات الإخوانية في أحد السجون التي تملكها هذه المليشيات، والتي أصبحت أشبه بـ"مقاصل" يذوق فيها مناهضو الإخوان كافة صنوف الاعتداء.
والد الضحية وهو الدكتور محمد على عبد الله الذي يعمل أستاذًا في جامعة الجند، قال إنَّه تلقَّى اتصالًا من قيادة المحور يفيد بتواجد ابنه "أيمن"، بأحد الزنازين التابعة للمحور وذلك بعد مرور 28 يومًا من اختطافه.
وأضاف أن قيادة المحور طلبت منه التوقيع على التزام بإحضار نجله في حال طلب منه ذلك، وأنّه لا توجد اتهامات موجهة إلى نجله بحسب جنود من داخل المحور الذين أكَّدوا أنَّ ما يحدث لابنه هو إجراء روتيني وفي انتظار أن يقوم الضابط أنور الجندي رئيس شعبة الأمن العسكري بالتوقيع على أمر الإفراج.
وأوضح أنَّه ذهب عدة مرات لقيادة المحور للمطالبة بالإفراج عن نجله، وأنّ هذا الأمر استمر حتى أمس الأول الثلاثاء، حينما تلقَّى اتصالًا يطالبه بالتوقيع على الالتزام بإحضار ابنه وقت استدعائه.
وبحسب والد الضحية، فحينما ذهب إلى الزنزانة للاطمئنان على ابنه، فوجئ بوجود نجله جثة هامدة والدم يخرج من فمه وأنفه وقد تصلب جسده.
هذه الجريمة البشعة تنضم إلى سجل طويل من الإرهاب الذي تمارسه المليشيات الإخوانية في أي منطقة تخضع لسيطرتها أو نفوذها أو احتلالها، ويدفع سكان هذه المناطق آثارًا فادحة جرَّاء هذه الممارسات الغاشمة.
وتقول معلوماتٌ كشفتها مصادر حقوقية، إنّ حزب الإصلاح الإخواني يملك 18 سجنًا سريًّا، تتفاوت فيها درجات التعذيب، حيث أنَّ أهون سجن سري يتم تعذيب الضحية لفترة 18 ساعة باليوم والليلة.
وتكشف المصادر أنّ مشرف السجون السرية لحزب الإصلاح هو القيادي في الحزب ضياء الحق الأهدل السامعي وهو من يقرر أي سجن يوضع فيه الضحية وبحسب أهميته.
وأشد السجون السرية يشرف عليها المدعو "أبو نضال" وهو ضابط استخبارات سابق ولديه فريق خاص من محافظته (عمران) ويشرف على سجن يسمى الضغاطة وفيه ما يقارب 120 مختطفاً، وهو من أبشع السجون السرية من ناحية التعذيب حيث يموت بسبب التعذيب شخص واحد في كل ثلاثة أيام.
وهناك عدة مراحل يتم إتباعها عند وقائع الاختطاف، تبدأ بـ"الرصد والمتابعة"، حيث تقوم عناصر الحزب في الحارات وفي النقاط برصد الضحية والإبلاغ عن تحركاته حتى نقطة الصفر، ثم "الاختطاف" وعند وصول الضحية إلى إحدى النقاط العسكرية لمليشيا الإصلاح يتم القبض على الضحية والإبلاغ عنه إلى غرفة العمليات الخاصة بالحزب.
في "الخطوة الثالثة"، تأتي سيارةٌ معاكسة وتقوم بأخذ الضحية إلى مقر إدارة أمن المظفر ويشرف على العملية القيادي في الإصلاح عبدالعزيز مدهش الذي تم تكليفه بتلك المهمة، ويبقى الضحية في إدارة أمن المظفر حتى بعد منتصف الليل فتأتي سيارة ويتم عصب عيني الضحية ويأخذونه إلى أحد سجونهم السرية.