الكوليرا الفتاكة.. حرب الحوثية المليونية
من جديد، عادت التحذيرات الدولية من تفشي أمراض فتاكة تسبَّبت فيها الحرب الحوثية التي أشعلتها المليشيات في صيف 2014، وفي مقدمتها مرض الكوليرا.
ففي تقرير جديد دقّ جرس إنذار جديدًا، قالت الأمم المتحدة إنّه تمّ تسجيل 2,2 مليون حالة كوليرا مشتبه بها في اليمن منذ بداية تفشي المرض حتى منتصف نوفمبر الماضي.
وأكَّدت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أنَّها زوَّدت مركزين لعلاج الإسهال في محافظة الحديدة بالأدوية واللوازم الأخرى بدعم من حكومة اليابان.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في شهر أكتوبر الماضي، أنَّها رصدت 913 حالة وفاة بوباء الكوليرا في اليمن، منذ يناير إلى سبتمبر الماضيين.
وقالت المنظمة الأممية، إنَّه تمَّ رصد 696 ألفًا و537 حالةً يشتبه إصابتها بوباء الكوليرا في اليمن، مع تسجيل 913 حالة وفاة بالوباء، منذ بداية العام الجاري وحتى 29 سبتمبر.
وأضافت أنَّ الأطفال دون سن الخامسة يشكلون 25,5%، من إجمالي الحالات المشتبه إصابتها بالكوليرا.
وتكشف إحصائيات المنظمة أنّ 305 مديريات من أصل 333 مديرية في اليمن، تم الإبلاغ عن وجود الوباء فيها.
وسبق أن أعلنت المنظمة في أغسطس الماضي، تسجيل ألفي حالة وفاة جرَّاء هذا المرض منذ أن بدأت جائحة الكوليرا في الانتشار سريعًا في نهاية شهر أبريل 2017.
والكوليرا عدوى حادة تسبب الإسهال وتنجم عن تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوّثة بضمات بكتيريا الكوليرا، وهي ما زالت تشكل تهديدًا عالمًّا للصحة العمومية ومؤشرًا على انعدام المساواة وانعدام التنمية الاجتماعية.
وتشير تقديرات الباحثين إلى وقوع عدد يتراوح تقريبًا بين 1,3 مليون و4 ملايين حالة إصابة بالكوليرا سنويًّا وإلى تسبب الكوليرا في وفيات يتراوح عددها بين 000 21 و000 143 وفاة بأنحاء العالم أجمع.
الكوليرا مرض شديد الفوعة إلى أقصى حد، ويمكن أن يتسبب في الإصابة بإسهال مائي حاد، وهو يستغرق فترة تتراوح بين 12 ساعة و5 أيام لكي تظهر أعراضه على الشخص عقب تناوله أطعمة ملوثة أو شربه مياه ملوثة2. وتؤثر الكوليرا على كل من الأطفال والبالغين وبمقدورها أن تودي بحياتهم في غضون ساعات إن لم تُعالج.
ولا تظهر أعراض الإصابة بعدوى ضمات بكتيريا الكوليرا على معظم المصابين بها، رغم وجود البكتريا في برازهم لمدة تتراوح بين يوم واحد و10 أيام عقب الإصابة بعدواها، وبهذا تُطلق عائدة إلى البيئة ويمكن أن تصيب بعدواها أشخاصًا آخرين.
ومعظم الذين يُصابون بعدوى المرض يبدون أعراضًا تتراوح بين الخفيفة أو المعتدلة، بينما تُصاب الغالبية بإسهال مائي حاد مصحوب بجفاف شديد، ويمكن أن يتسبب ذلك في الوفاة إذا تُرك من دون علاج.
والكوليرا هو أحد الأمراض التي تسبَّبت فيها الحرب الحوثية القائمة منذ صيف 2014، بعدما أهملت المليشيات القطاع الصحي بشكل كامل، على مدار سنوات حربها العبثية، وتسبَّبت في تفشي الكثير من الأمراض التي راح ضحيتها كثيرٌ من السكان.