دبلوماسية الانتقالي تحصن الجنوب من انهيار اتفاق الرياض

الجمعة 27 ديسمبر 2019 20:00:39
testus -US

رأي المشهد العربي

شهدت الأيام القليلة الماضية تحركات دبلوماسية لقيادات المجلس الانتقالي الجنوبي، جاء على رأسها الرسالتين اللتين بعث بهما الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى القيادة الروسية، حول مستجدات الأحداث على الساحتين الجنوبية واليمنية، في أعقاب محاولات الشرعية إفشال اتفاق الرياض الذي وقعه الانتقالي الجنوبي مع حكومة الشرعية، مطلع نوفمبر الماضي برعاية المملكة العربية السعودية.

التحرك الدبلوماسي الجنوبي في هذه المرحلة يحمل دلالات عدة أهمها، أن المجلس الانتقالي الجنوبي يحاول تحصين الجنوب في حال انهيار اتفاق الرياض الذي تسعى الشرعية بكل ما أوتيت من قوة لإفشاله، وأيضاً لتصحيح الصورة التي تحاول الشرعية رسمها أمام المجتمع الدولي بأنها بريئة من هذا الفشل فيما تحّمل المسؤولية للمجلس الانتقالي.

وكذلك فإن المجلس الانتقالي الجنوبي استبق المحاولات التركية الساعية للتدخل على خط الأزمة اليمنية لدعم مليشيات الإخوان -حزب الإصلاح- في الجنوب، ويبدو أن اللقاءات هدفها الكشف عن هذه التدخلات أمام القوى الإقليمية الكبرى والبحث عن خطط مستقبلية للتعامل مع هذا التدخل الذي قد يؤدي إلى وقوع مزيد من الضحايا الأبرياء ويعرقل بالطبع إنهاء الأزمة اليمنية ويهدف بالأساس إلى تعطيل خطوات المجلس الانتقالي الجنوبي الساعية نحو استعادة الدولة.

محاولة الشرعية الاستعانة بأطراف إقليمية بجانب قطر وذهابها باتجاه تركيا لإنقاذها من المأزق الحالي الذي تتواجد فيه في أعقاب التوقيع على اتفاق الرياض، يجعل من الجنوب عرضة للإرهاب التركي الذي بدأ التمدد في سوريا وليبيا، وبالتالي فإن وأد تلك المحاولات من مهدها وتنسيق الجهود مع القوى الإقليمية لتقديم الدعم الدبلوماسي الذي سيكون الجنوب بحاجة إليه للتعامل مع أي أخطار تواجهه.

التحركات الجنوبية ركزت بشكل أساسي على بريطانيا وروسيا، والبلدان لديهما القدرة على ممارسة ضغوطات على الجانب التركي الذي يتحالف مع إيران من أجل دعم الإصلاح في اليمن، وهو ما يعني سير المجلس الانتقالي الجنوبي بالاتجاه السليم، وهي جهود تأتي بالتوازي مع الدعم العسكري الداخلي الذي تتلقاه القوات المسلحة الجنوبية من المجلس الانتقالي.

ويسعى المجلس الانتقالي الجنوبي لاستكمال النجاحات السياسية التي حققها في الفترة الأخيرة، بعد أن أصبح المجلس طرفًا رئيسيًا في معادلة الحل للأزمة اليمنية في إطارها العام، كما حقق المجلس انتصارًا سياسيًا كبيرًا على حكومة الشرعية الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح الإخواني، التي حاولت السيطرة على الجنوب ومصادرة حق شعبه في تقرير مصيره.