صمت الخيانة يسيطر على الشرعية في أعقاب التصعيد الحوثي
رأي المشهد العربي
برهن الحادث الأخير الذي شنته المليشيات الحوثية في محافظة الضالع واستهدف ميدان الصمود، على أن الشرعية لم تعد موجودة في معسكر التحالف العربي وأنها انتقلت بشكل رسمي إلى المعسكر القطري التركي الإيراني، وذلك بعد الصمت المتعمد من جانبها جراء هذا الحادث والذي اكتفت فيه بتغريدة لوزير إعلامها على موقع التواصل الاجتماعي "توتير"، وكأن ما جرى لا يشغلها بالأساس.
موقف الشرعية الحالي يتماشى مع تصعيدها في الجنوب، إذ أنها تدفع بالعناصر الإرهابية في محافظة شبوة لارتكاب المزيد من الانتهاكات بحق المدنيين في وقت قامت فيه أطقم عسكرية تابعة لمليشيا الإخوان تسمى بالقوات الخاصة باستحداث نقاطاً بالقرب من معسكر العلم شرق مدينة عتق، وهو ما يبرهن على أنها ماضية في مخططها الساعي لإفشال الرياض، بل أنها تذهب باتجاه التصعيد ضد التحالف العربي.
تحاول الشرعية أن تثبت ولائها للمعسكر الجديد الذي انضمت إليه مؤخراً، وبدا أنها تنفذ تعليمات المدعو الجبواني في ظل غياب الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي عن المشهد برمته، أو تغييبه من قبل الإخوان المهيمنين على الشرعية بمعنى أدق، وبالتالي فإن تقديم قربان الثقة إلى أنقرة جعلها تتعامل مع التطورات الحاصلة في الجنوب على أنها مكاسب سياسية بالنسبة إليها ولا يجب عليها اتخاذ موقف خشية من تضررها.
تتحامى الشرعية في تركيا وقطر وإيران من أجل الحفاظ على بنية الحكومة ومؤسسة الرئاسة الحالية، وهي بنية تقوم على مليشيات الإصلاح بالأساس، ما يجعلها أكثر قابلية لتقديم مزيد من التنازلات إلى محور الشر من أجل ضمان بقاء الأوضاع على ما هي عليه، وبالتالي فإنها لديها قابلية للإقدام على ارتكاب مزيد من الأفعال الدنيئة التي تمكًنها من السير في طريق بقاءها.
لعل إعلان مليشيات الحوثي بصنعاء عن تقديمها وعودا لقياديين في حزب الإصلاح الإخواني في مأرب، بالوقوف إلى جانبهم في حال خوضهم أي مواجهات ضد قوات التحالف العربي، يأتي في إطار تلك الصفقة وهو ما يجعل حادث استهداف ميدان الصمود يصب باتجاه الشرعية التي تبحث عن أوضاع مضطربة في الجنوب تمكنها من تحقيق أهدافها.