التدمير الصحي الممنهج.. تعز تدفع ثمن السيطرة الإخوانية

الأربعاء 1 يناير 2020 22:47:00
testus -US

تدفع محافظة تعز ثمنًا باهظًا جرّاء خضوعها لسيطرة المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية، التي تشابهت مع المليشيات الحوثية في استهداف القطاع الصحي دون اكتراث بحياة المدنيين.

المليشيات الإخوانية تمارس تدميرًا ممنهجًا للمرافق الصحية الحكومية في تعز، حسبما كشفت مصادر في قطاع الصحة بالمحافظة، قالت إنّ التدمير المُمنهج للمرافق الصحية وفي مقدمتها مستشفى الثورة العام من قبل مليشيا الإخوان يصب في صالح مستشفياتهم الخاصة، وتحويل الدعم الذي تقدمه المنظمات الدولية لها.

وتحدَّثت المصادر عن أنّ أقسام أغلب المستشفيات الحكومية باتت مغلقة ولا تعمل باستثناء قسمي الجراحة العامة والعظام، وأشارت إلى أنه لم تتجاوز زيارات المرضى للمستشفى خلال الأشهر الأخيرة من 2019، سوى 20% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي في عهد الدكتور أحمد أنعم الذي اعتدى عليه، وغادرها بقوة السلاح من قبل مسلحي الإخوان مطلع مايو الماضي.

وشددت المصادر على أنَّ الوضع المزري الذي وصل له مستشفى الثورة كشفته بجلاء التناقص الواضح في عدد الخدمات الطبية التي قدمها مقارنة بعام 2018، ونوهت إلى أن العبث التي تعرض له المستشفى طال الأقسام التي تم فتحها بدعم من منظمة الصحة العالمية مثل قسم الكوليرا الذي لم يقدم خدماته لأي مريض، ولم يتواجد فيه أحد من الطاقم الذي تم اعتماده للقسم.

واعتبرت المصادر، أن ما تعرضت لها المستشفى جريمة ترقى إلى درجة الجرائم ضد الإنسانية خاصةً وأنها ارتكبت بحق أكبر صرح طبي في محافظة تعز البالغ عدد سكانها أكثر من أربعة ملايين شخص.

محافظة تعز إجمالًا دفعت ثمنًا باهظًا جرّاء خضوعها لسيطرة المليشيات الإخوانية، وقد نال القطاع الصحي نصيبًا وافرًا من هذه الاعتداءات الإخوانية، وصلت إلى حد إغلاق مستشفيات أو تصفية مرضى بداخلها أثناء تلقي العلاج.

ففي نوفمبر الماضي، أقدم عناصر المليشيات الإخوانية على إغلاق مستشفى الصفوة، أحد أهم مستشفيات تعز، وقد برروا إغلاق المستشفى بحجة رفضه علاج أحد الجرحى، في حين تبيَّن أنّ المستشفى استقبل الجريح وعمل له الإسعافات اللازمة، في حين رفض مسلحو الإخوان دفع تكاليف العلاج وشراء علاجات لازمة للطبيب.

وأشهر عناصر المليشيات الإخوانية أسلحتهم على طاقم عمل المستشفى من أجل إغلاقه بالقوة، في اعتداء هجمي عرَّض حياة الكثيرين للخطر.

وفي شهر أكتوبر الماضي، اقتحمت المليشيات الإخوانية قسم الطوارئ في مستشفى الثورة، ما أسفر عن مقتل كلٍ من حلمي الشرعبي وبيكم التعزي، فضلًا عن إصابة أحد العاملين أيضًا.

واقعة اقتحام المستشفى بهذه القوة الغاشمة أثارت استياء منظمة "أطباء بلا حدود" التي عبَّرت عن إدانتها الشديدة للاعتداء الذي تعرض له المستشفى، وقالت - في بيانٍ لها، صدر بعد واقعة الاعتداء الإخواني مباشرةً - إنَّ مثل هذه الأحداث تهدد بشكل جدي الاستمرار بالعمل في محافظة تعز.

ومدينة تعز، تتقاسم السيطرة عليها المليشيات الحوثية من جهة، ومليشيا الإخوان من جهة أخرى، لكنّ جبهات القتال تشهد موتًا سريرًا، في وقتٍ يتوارى فيه "الإصلاح" خلف عباءة الشرعية مدعيًّا القتال ضد الحوثيين، لكنّه يتحالف معهم في واقع الحال.

وتملك المليشيات الإخوانية سجْلًا حافلًا بالعديد من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت في حق مواطني تعز، وهي انتهاكات كشفتها ووثّقتها العديد من التقارير الدولية من هذا الفصيل الذي سيطر على حكومة الشرعية، ونخر في عظامها كسرطان خبيث.

ففي أغسطس الماضي، شنت مليشيا الإخوان قصفًا مدفعيًّا في محافظة تعز، ما تسبَّب في موجة نزوح داخلي لعشرات الأسر القاطنة في المناطق الوسطى للمحافظة، حيث شنّ الهجوم المئات من عناصر مليشيا "الإصلاح"، على بلدة مفرق البيرين، الأمر الذي أجبر عشرات الأسر على مغادرة منازلها للبحث عن مكان آمن.

هذه الممارسات الإرهابية من قِبل مليشيا "الإصلاح"، جاءت بعد الكشف عن تنسيق حوثي - إخواني من أجل سيطرة حزب الجماعة الإرهابية على كل المواقع المحررة في تعز وتفجير الوضع بالحجرية، ويتم بعد ذلك التقاسم بينهما لهذه المواقع.

وأقدمت مليشيا الحشد الشعبي التابعة لحزب الإصلاح على اقتحام إدارة أمن الشمايتين بمدينة التربة والسيطرة عليها، وذلك بدعمٍ من كتائب اللواء الرابع مشاة جبلي وأطقم تابعة لإدارة أمن المحافظة والشرطة العسكرية.

وسبق أن كشفت منظمة العفو الدولية جرائم بشعة ارتكبتها المليشيات الإخوانية في تعز، تمثّلت في في حالات اغتصاب لأطفال، في سجون تعز، حيث تملك مليشيا الإخوان 18 سجنًا سريًّا، تتفاوت فيها درجات التعذيب، حيث أنَّ أهون سجن سري يتم تعذيب الضحية لفترة 18 ساعة باليوم والليلة.

مشرف السجون السرية لحزب الإصلاح هو القيادي في الحزب ضياء الحق الأهدل السامعي وهو من يقرر أي سجن يوضع فيه الضحية وبحسب أهميته، فيما أشد السجون السرية يشرف عليها المدعو "أبو نضال" وهو ضابط استخبارات سابق ولديه فريق خاص من محافظته (عمران) ويشرف على سجن يسمى الضغاطة وفيه عشرات المختطفين، وهو من أبشع السجون السرية من ناحية التعذيب حيث يموت بسبب التعذيب شخص واحد في كل ثلاثة أيام.