شهران على اتفاق الرياض.. التزام جنوبي وخروقات إخوانية
يومان فقط تفصل عن إكمال اتفاق الرياض شهرين كاملين دون أن تبدي حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي أي التزام به.
اتفاق الرياض وُقِّع في الخامس من نوفمبر الماضي بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في العاصمة السعودية، وقد هدف في المقام الأول إلى ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما عمل حزب الإصلاح الإخواني على تشويه هذا المسار.
وعلى الرغم من رعاية المملكة العربية السعودية لبنود الاتفاق، إلا أنّ المليشيات الإخوانية لم تُبدِ أي التزام ببنوده، وارتكبت كثيرًا من الخروقات والانتهاكات التي ترمي في نهاية المطاف إلى إفشال الاتفاق، خوفًا من حزب الإصلاح على نفوذه على الأصعدة السياسية والعسكرية وحتى الاقتصادية.
وفيما يعتبر بند إعادة الحكومة إلى العاصمة عدن هو البند الوحيد الذي تحقّق، وقد كان ذلك تأكيدًا على حسن النوايا من المجلس الانتقالي، إلا أنّ حكومة الشرعية تعمَّدت عرقلة تنفيذ أي خطوات أخرى,
وبحسب بنود الاتفاق، كان من المفترض أن يتم تعيين محافظ ومدير أمن جديدين للعاصمة عدن في 20 نوفمبر، وتشكيل حكومة كفاءات سياسية وتعيين محافظين لأبين والضالع في 5 ديسمبر.
كما نصّ الاتفاق على عودة وتعود جميع القوات التي تحرّكت من مواقعها ومعسكراتها الأساسية باتجاه محافظات عدن وأبين وشبوة منذ بداية أغسطس الماضي إلى مواقعها السابقة في 20 نوفمبر، وتجميع ونقل الأسلحة المتوسطة والثقيلة بأنواعها المختلفة من جميع القوات العسكرية والأمنية في عدن في 20 نوفمبر أيضًا، إلا أنّ كل ذلك لم يتحقق.
العراقيل الإخوانية استعرت في الأيام الماضية، عبر هجمات إرهابية على عدة مناطق جنوبية، لا سيّما ما تعرّضت له قبل أيام قرى قبائل لقموش في محافظة شبوة من هجمات مروَّعة، استعانت فيها المليشيات الإخوانية بعناصر من تنظيمي داعش والقاعدة.
هدفت كل هذه التحركات الإخوانية المسلحة إلى إفشال اتفاق الرياض، في وقتٍ تُبدي فيه القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، التزامًا كاملًا ببنود الاتفاق، حرصًا على إنجاحه نظرًا لأهميته فيما يتعلق بضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.
يتفق مع ذلك عضو الجمعية الوطنية الجنوبية فضل الجعدي، الذي أكّد أنّ المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية مازالت تضع العراقيل أمام تنفيذ اتفاق الرياض.
الجعدي قال في تغريدة عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "للشهر الثاني على التوالي ما تزال قوى الإرهاب تضع العراقيل أمام تنفيذ اتفاق الرياض وقد تحلينا بالصبر إزاء الاستفزازات والتصعيد وحشود القتل التزاما منا بما تعهدنا به ووقعنا عليه".
وأضاف: "تعاملنا بمسئولية كبيرة رغم أن دماءنا تهدر في أكثر من مكان من قبل أدوات الإرهاب الإخونجية".