نساء اليمن بين الإرهاب الحوثي والإغاثة السعودية
إلى جانب جهودها العسكرية والسياسية، قدَّمت المملكة العربية السودية باعتبارها قائدة التحالف العربي كثيرًا من الأعمال الإغاثية التي هدفت في المقام الأول إلى مساعدة المدنيين على التخلُّص من الأعباء الحادة الناجمة عن الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014.
المظلة الإنسانية السعودية، ممثلة في مركز الملك سلمان، أعلن أنّ برنامج التدريب والتمكين الاقتصادي للمرأة المعيلة يشمل 200 سيدة.
وقال بيانٌ صادرٌ عن المركز، إنّ تمويل المشروع يصل إلى 517 ألف دولار أمريكي.
حرص السعودية على إطلاق هذا البرنامج يندرج في إطار الجهود الإنسانية التي قدَّمتها المملكة على مدار سنوات الحرب، بعدما تعمّدت المليشيات الحوثية استهداف النساء وارتكاب أبشع صنوف الانتهاكات ضدهن.
المليشيات الموالية لإيران ارتكبت عشرات الجرائم والانتهاكات المتنوعة ضد النساء والفتيات في صنعاء وبقية مناطق سيطرتها، وهذه الانتهاكات مستمرة رغم النداءات الإنسانية المتكررة لوقف هذه الجرائم من قبل منظمات دولية ومحلية.
وتنوعت انتهاكات المليشيات الحوثية بحق النساء ما بين القتل والإصابة وحلق الرأس والاختطاف والعنف والاعتقال والتحرش الجنسي والتشريد، وهدر الكرامة وكذا الحرمان من أبسط الحقوق وغيرها من الجرائم والتعسفات والانتهاكات الأخرى.
وخلال شهر ديسمبر الماضي، تعرّضت أكثر من 22 فتاة للاختطاف في أحياء متفرقة من صنعاء بحسب البلاغات المسجلة فقط من قبل أهالي الفتيات المختطفات واللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 12 و21 عامًا.
وكانت تقارير حقوقية حديثة قد كشفت عن اختطاف الحوثيين أكثر من 270 سيدة، تمّ الزج بهم في سجون سرية، عقب تلقين تهم كيدية ضدهن.
وقامت المليشيات الحوثية باستدراج هؤلاء السيدات عن طريق منظمات وجهات نسوية تابعة للميليشيات، حيث تعرّضن لتعذيب نفسي وجسدي بإشراف قيادات حوثية بارزة في صنعاء ومحافظات أخرى لا تزال خاضعة لسيطرتها.
في المقابل، فإنّ البرنامج الإنساني لمركز الملك سلمان يحمي نساء كثيرات من الآثار المروعة الناجمة عن الحرب العبثية الحوثية، وذلك ضمن سلسلة طويلة من المساعدات التي قدّمتها السعودية.
وقبل أيام، صرّح المستشار بالديوان الملكي، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدكتور عبد الله الربيعة بأنَّ قيمة المشروعات السعودية المنفذة في اليمن خلال السنوات الخمس الماضية بلغت 16,7 مليار دولار.
وأضاف أنَّ المملكة العربية السعودية تُعد أكبر داعم دولي لليمن، موضًحا أنّ مشروعات المركز المنفذة في اليمن بلغت 383 مشروعًا بقيمة 2,9 مليار دولار، شملت مختلف القطاعات، قُدمت لجميع المحافظات بكل حيادية.
وأشار الربيعة إلى أنَّ العمل الإنساني السعودي ينطلق إلى آفاق رحبة ويعكس الصورة المشرفة لمملكة الإنسانية، حيث يعمل المركز في 46 دولة حول العالم ويستعد لاحتضان المؤتمر الإنساني الدولي بدورته الثانية في مارس 2020.