استهداف المستشفيات.. عدوان الحوثي والإخوان على الإنسانية

السبت 4 يناير 2020 22:57:00
testus -US

على غرار المليشيات الحوثية، تواصل المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية استهداف القطاع الصحي عبر سلسلة طويلة من الاعتداءات التي تستهدف المستشفيات على صعيد واسع.

ففي جريمة جديدة، كشفت مصادر في محافظة تعز أنَّ العديد من المرضى والجرحى الذين يراجعون مستشفى الثورة بتعز، يتعرضون لعمليات ابتزاز من قبل الطواقم الطبية في المستشفى الخاضع لسيطرة المليشيا الإخوان التابعة للشرعية.

المصادر أبلغت "المشهد العربي" أنَّ العديد من المرضى والجرحى اضطروا لدفع مبالغ مالية كبيرة لعدد من الأطباء والإخصائيين والعاملين في المستشفى، مقابل علاجهم رغم أن المستشفى حكومي وكان يفترض أن يقدم خدماته للمواطنين بمبالغ رمزية.

وأضافت المصادر أنَّ عمليات الابتزاز والسمسرة أوجدت حالة من الصراع والخلاف بين طاقم المستشفى لتقاسم هذه الجبايات والمبالغ.

وأشارت المصادر إلى أنَّ الأمر وصل إلى حد قيام أحد الأخصائيين بإخراج جريح من داخل غرفة العمليات، بعد اكتشافه أن الأخير قام بدفع مبلغ مالي للطبيب دون حصوله على نصيب منه.

وتعكس هذه العمليات الحال الذي وصل إليه المستشفى في ظل استمرار سيطرة مليشيات الإخوان عليه منذ أكثر من ستة أشهر، عقب قيامها باقتحامه وطرد رئاسة الهيئة في مايو الماضي، في ظل عجز السلطة المحلية عن إلزام الأجهزة المعنية بتنفيذ توجهاتها وضبطهم وإحالتهم للقضاء.

الجريمة الإخوانية ضد هذا المستشفى تنضم إلى سجل طويل من الاعتداءات التي ارتكبتها هذه المليشيات التابعة للشرعية والتي استهدفت القطاع الصحي في مختلف المناطق الخاضعة لنفوذ حزب الإصلاح، ومن بينها محافظة تعز.

ففي هذه المحافظة التي تدفع ثمنًا باهظًا جرّاء خضوعها لسيطرة حزب الإصلاح، تمارس المليشيات الإخوانية تدميرًا ممنهجًا للمرافق الصحية الحكومية في تعز، حسبما كشفت مصادر في قطاع الصحة بالمحافظة، قالت إنّ التدمير المُمنهج للمرافق الصحية وفي مقدمتها مستشفى الثورة العام من قبل مليشيا الإخوان يصب في صالح مستشفياتهم الخاصة، وتحويل الدعم الذي تقدمه المنظمات الدولية لها.

وأصبحت أغلب المستشفيات الحكومية مغلقة ولا تعمل باستثناء قسمي الجراحة العامة والعظام، وفق المصادر التي أشارت إلى أنه لم تتجاوز زيارات المرضى للمستشفى خلال الأشهر الأخيرة من 2019، سوى 20% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي في عهد الدكتور أحمد أنعم الذي اعتدى عليه، وغادرها بقوة السلاح من قبل مسلحي الإخوان مطلع مايو الماضي.

وشددت المصادر على أنَّ الوضع المزري الذي وصل له مستشفى الثورة كشفته بجلاء التناقص الواضح في عدد الخدمات الطبية التي قدمها مقارنة بعام 2018، ونوهت إلى أن العبث التي تعرض له المستشفى طال الأقسام التي تم فتحها بدعم من منظمة الصحة العالمية مثل قسم الكوليرا الذي لم يقدم خدماته لأي مريض، ولم يتواجد فيه أحد من الطاقم الذي تم اعتماده للقسم.

واعتبرت المصادر، أن ما تعرضت لها المستشفى جريمة ترقى إلى درجة الجرائم ضد الإنسانية خاصةً وأنها ارتكبت بحق أكبر صرح طبي في محافظة تعز البالغ عدد سكانها أكثر من أربعة ملايين شخص.

وشددت المصادر على أنَّ الوضع المزري الذي وصل له مستشفى الثورة كشفته بجلاء التناقص الواضح في عدد الخدمات الطبية التي قدمها مقارنة بعام 2018، ونوهت إلى أن العبث التي تعرض له المستشفى طال الأقسام التي تم فتحها بدعم من منظمة الصحة العالمية مثل قسم الكوليرا الذي لم يقدم خدماته لأي مريض، ولم يتواجد فيه أحد من الطاقم الذي تم اعتماده للقسم.

إجمالًا، دفعت محافظة تعز ثمنًا باهظًا جرّاء خضوعها لسيطرة المليشيات الإخوانية، وقد نال القطاع الصحي نصيبًا وافرًا من هذه الاعتداءات الإخوانية، وصلت إلى حد إغلاق مستشفيات أو تصفية مرضى بداخلها أثناء تلقي العلاج.

ففي نوفمبر الماضي، أقدم عناصر المليشيات الإخوانية على إغلاق مستشفى الصفوة، أحد أهم مستشفيات تعز، وقد برروا إغلاق المستشفى بحجة رفضه علاج أحد الجرحى، في حين تبيَّن أنّ المستشفى استقبل الجريح وعمل له الإسعافات اللازمة، في حين رفض مسلحو الإخوان دفع تكاليف العلاج وشراء علاجات لازمة للطبيب.

وأشهر عناصر المليشيات الإخوانية أسلحتهم على طاقم عمل المستشفى من أجل إغلاقه بالقوة، في اعتداء هجمي عرَّض حياة الكثيرين للخطر.

وفي شهر أكتوبر الماضي، اقتحمت المليشيات الإخوانية قسم الطوارئ في مستشفى الثورة، ما أسفر عن مقتل كلٍ من حلمي الشرعبي وبيكم التعزي، فضلًا عن إصابة أحد العاملين أيضًا.

واقعة اقتحام المستشفى بهذه القوة الغاشمة أثارت استياء منظمة "أطباء بلا حدود" التي عبَّرت عن إدانتها الشديدة للاعتداء الذي تعرض له المستشفى، وقالت - في بيانٍ لها، صدر بعد واقعة الاعتداء الإخواني مباشرةً - إنَّ مثل هذه الأحداث تهدد بشكل جدي الاستمرار بالعمل في محافظة تعز.

ومدينة تعز، تتقاسم السيطرة عليها المليشيات الحوثية من جهة، ومليشيا الإخوان من جهة أخرى، لكنّ جبهات القتال تشهد موتًا سريرًا، في وقتٍ يتوارى فيه "الإصلاح" خلف عباءة الشرعية مدعيًّا القتال ضد الحوثيين، لكنّه يتحالف معهم في واقع الحال.