الضالع.. خط الدفاع الأول لمواجهة الرد الإيراني على مقتل سليماني
تشكل محافظة الضالع خط الدفاع الأول ضد مخططات إيران الساعية للرد على مقتل قاسم سليماني، إذ أن المحافظة الواقعة على حدود الجنوب تعد مدخلاً للمليشيات الحوثية، التي قد تلجأ ايضا إلى ارتكاب عمليات إرهابية في الساحل الغربي، وأن صمود القوات الجنوبية في تلك المحافظة سيؤثر سلباً على الإمدادات الحوثية باتجاه البحر الأحمر.
ويرى مراقبون أن انشغال المليشيات الحوثية بالحرب على جبهتين (الحديدة والضالع) سيساهم في تفتيت قواها، وبالتالي فإن محافظات الجنوب ستكون بمثابة الجيش الأول في مواجهة أي تهديد يستهدف البلدان العربية من ناحية البحر الأحمر، وهو ما يتطلب جهودا إضافية من التحالف العربي لمساندة القوات في تلك المنطقة.
ويبرهن التصعيد الحوثي الأخير في الضالع على أن العناصر المدعومة من إيران تسعى إلى تأمين قواتها في الضالع من أجل التفرغ بشكل أكبر للمهمات التي قد تقوم بها ضد المملكة العربية السعودية في الشمال، وكذلك عبر البحر الأحمر من خلال محافظة الحديدة.
وشنت المليشيات الحوثية هجومًا إرهابيًّا على قرى باب غلق ومحيطها في محافظة الضالع، وذلك بعشرات القذائف وما لا يقل عن 40 صاروخ كاتيوشا، أمس الأول، ما أسفر عن استشهاد مدنيين اثنين وإصابة آخرين، حيث سقطت القذائف والصواريخ الحوثية على مناطق مأهولة بالسكان، فيما سارعت سيارت الإسعاف إلى نقل الشهداء والجرحى إلى المستشفيات القريبة.
وتحدَّثت مصادر ميدانية عن أنّ الطفل صدام إبراهيم محمد جابر، البالغ من العمر 15 عامًا، استشهد إثر الهجمات الحوثية الغادرة، وأرجعت المصادر القصف الحوثي الهمجي على المدنيين في شمال الضالع، إلى مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، بعدما لوّحت المليشيات بالرد على حادثة الاغتيال.
فيما شنت القوات الجنوبية المرابطة في لكمة عثمان، المطلة على الفاخر، شمالي غرب الضالع، مساء أمس السبت، هجوما على مليشيا الحوثي، بالأسلحة المتوسطة.
وكشفت مصادر ميدانية، عن اندلاع اشتباكات عنيفة مساء اليوم، بين القوات المسلحة الجنوبية من جهة، وبين مليشيات الحوثي الانقلابية استمرت قرابة ساعة، ونجحت ضربات القوات الجنوبية في إسكات مصادر النيران في مواقع مليشيا الحوثي.
وتشهد جبهات الضالع اشتباكات متقطعة، منذ صباح الأمس، مع وسط حالة تأهب في صفوف القوات الجنوبية المرابطة على طول مواقع جبهات الضالع.
فيما قامت القوات الجنوبية أمس السبت، بإجراء عملية تمشيط واسعة بجبهة مزخرة شمالي الضالع، وكشفت مصادر، أن عملية التمشيط تأتي للقضاء على جيوب مليشيات الحوثي الانقلابية والتي شنت الجمعة هجوما على مواقع القوات الجنوبية من جميع الاتجاهات بمنطقة شعب الزيلة وجبهة مرخزة.
وأضافت المصادر، أن القوات الجنوبية تصدت لهجوم حوثي كان يهدف التسلل والتقدم للسيطرة على منطقة الجب وضواحيها، وتابعت المصادر، أن عملية التصدي أسفرت عن كسر الهجوم الحوثي وإجبار المليشيات على التراجع وسط سقوط قتلى وجرحى بين المليشيات.