الحوثي يتعطش للدماء.. هل ترد مليشيات صنعاء على مقتل سليماني؟
بدت المليشيات الحوثية في اليمن أكثر استعداداً للرد على مقتل الإرهابي قاسم سليماني حتى من طهران ذاتها، وذلك بعد أن تأخر رد إيران على مقتل القائد السابق لفليق القدس بالحرس الثوري، وهو ما يعني أن الحوثيين يتعطشون للدماء ويسعون للتصعيد في اليمن، وبالتحديد ضد المملكة العربية السعودية بعد أن اضطرت للتهدئة من جانب واحد على مدار الثلاث أشهر الماضية.
ويرى مراقبون أن المليشيات الحوثية خفت دورها المحلي والإقليمي في أعقاب إعلان رغبتها في السلام من جانب واحد، وبدا أن الأمر بتوجيه مباشر من طهران من دون أن تسعى هي إلى ذلك، وبالتالي فإنها تجد في حادث مقتل سليماني فرصة ثمينة للتصعيد بما يحسن من صورتها أمام أنصارها بعد أن تلقت خسائر فادحة في جبهة الضالع ولم تستطع أن تحرز أي تقدم في جبهة الساحل الغربي.
ويذهب البعض للتأكيد على أن المليشيات الحوثية قد تكون بمثابة الذراع اليمنى في يد طهران لاستخدامها للانتقام من الولايات المتحدة عبر تهديد مصالحها في البحر الأحمر، غير أن ذلك قد يدفع مباشرة لتغيير الأوضاع في جبهة الحديدة لصالح حصول القوات المشتركة على دعم أكبر في المواجهات التي تخوضها ضد المليشيات الحوثية بما يقلل من حجم الأضرار الناتجة عن عدم الاستقرار في البحر الأحمر.
فيما يؤكد سياسيون على أن المليشيات الحوثية تريد أن تثبت لطهران أنها الأحق بتوجيه الدعم إليها بعد أن اهتمت خلال الفترة الأخيرة بدعم المليشيات الشيعية المسلحة في العراق وعلى رأسها الحشد الشعبي بالإضافة إلى دعم حزب الله في لبنان، عل إثر الانتفاضات الشعبية التي شهدها البلدين منذ قرابة الثلاثة أشهر.
وزعم القيادي بالمليشيات المدعومة من طهران، محمد علي الحوثي، إن تأخير إيران ردها على مقتل سليماني، ليس في صالحها، مشيراً إلى أن طهران ليست عاجزة عن ذلك، وأن النفس الطويل في الرد لا يخدم إيران، وأنه من يفهم الأولويات يعرف أهمية التحرك السريع والمسؤول فعليا بعيدا عن حرب التصريحات، وختم بالقول، "السلام لا يصنعه الضعفاء ولا تكسب النصر الأيدي المرتعشة".
وتأتي تلك التصريحات مع تزايد انتكاسات المليشيات الحوثية في جبهة الضالع والتي شهدت حالات من الفرار الجماعي لعناصرها، وانشقاق عدد من قياداتهم بعد تلقيهم ضربات موجعة من قبل القوات الجنوبية خلال اليومين الماضيين، فيما لقي قيادي حوثي مصرعه في جبهة غرب تعز، مع استمرار تصعيد الميليشيات في جبهات الساحل الغربي والضالع.
وبحسب مصادر مطلعة فإن جبهات الضالع شهدت حالات من الفرار الجماعي لعناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية وانشقاق عدد من قياداتهم بعد تلقيهم ضربات موجعة من قبل القوات والجنوبية، تكبدت فيها الميليشيات 20 قتيلاً وعشرات الجرحى إلى جانب تدمير آليات عسكرية عدة.
وأكدت مصادر عسكرية في الضالع مقتل 13 مسلحاً حوثياً في قصف مدفعي للقوات الجنوبية استهدف ثكنات المليشيات بالفاخر والعود، فيما لقي سبعة آخرين مصرعهم في جبهة مريس، إلى جانب إصابة العشرات من عناصرهم، فيما سجلت حالات فرار جماعية لعناصر المليشيات وانشقاق 60 بينهم قيادات ميدانية بارزة.
وأشارت المصادر إلى أن من بين القتلى قيادات حوثية وصلت إلى جبهات الضالع أخيراً بهدف تلافي ما حدث من انشقاق 60 عنصراً من جبهة ميليشيات الحوثي بمدينة الفاخر، بعد خلافات واسعة بين قيادات الصفوف الأولى في جبهة شمال الضالع، والتي وصلت حد المواجهات المسلحة في مدينة دمت وخلفت قتلى وجرحى في صفوف عناصرهم.
وأوضحت المصادر أن ما يقارب 60 مقاتلاً حوثياً انسحبوا، من جبهات الضالع، برفقة قيادي من محافظة إب، يُدعى «أبوالحسين الإبي»، بسبب الخلافات التي نشبت بين الإبي وأحد مشرفي الميليشيات بجبهة الضالع.