إشعال جبهة الضالع مؤشر التصعيد الإيراني التركي في البحر الأحمر
رأي المشهد العربي
صعدت المليشيات الحوثية من وتيرة هجماتها الإرهابية في جبهة الضالع، بعد أن استهدفت صباح اليوم الثلاثاء، معسكر اللواء الرابع في "الصدرين" التابع للشرعية في مريس شمال المحافظة بقصف صاروخي تسبب في مقتل 10 عناصر تابعة للشرعية وإصابة 17 آخرين، وهو ما يؤشر على أن الأيام المقبلة ستكون شاهدة على جملة من الحوادث الإرهابية على تلك الشاكلة.
الإرهاب الحوثي في الضالع يأتي بعد أقل من 10 أيام على استهداف ملعب ميدان الصمود بعد انتهاء عرض عسكري أيضاً، وهو الحادث الذي أدى لاستشهاد ثمانية مدنيين وإصابة 30 آخرين، وكان ذلك الحادث مقدمة لجملة من الاشتباكات المتتالية مع القوات الجنوبية التي نجحت في تلقين المليشيات الحوثية خسائر فادحة طالت قياداتها العسكريين الذين تعول عليهم لإدارة المعركة في الفترة المقبلة.
لا يمكن تمرير الحادثين الإرهابيين في هذا التوقيت من دون الالتفات إلى الأجواء العامة المحيطة بهما، لأن المليشيات الحوثية على مدار الأشهر الماضية لم تقدم على قصف المعسكرات الأمنية في تلك الجبهة بهذه الكيفية، غير أن الحادثين جاءا في أعقاب زيادة التنسيق بين محور الشر التركي الإيراني القطري ووجود مقدمات على تدخل تركيا بشكل مباشر في الأزمة.
وتكمن أهمية جبهة الضالع من كونها بوابة الدخول إلى الجنوب، وفشلت المليشيات الحوثية في اختراقها منذ أن بدأت المعارك العام الماضي، إذ تعول على أن تربط بين عناصرها المتواجدة في الساحل الغربي وبين وجودها في محافظات الشمال، وبالتالي فإنها لجأت إلى التنسيق مع مليشيات الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية من أجل التصعيد في تلك الجبهة في مقابل توزيع المناطق بينها وبين العناصر الإخوانية التابعة لمليشيات الإصلاح.
أهداف إيران وتركيا أبعد من مجرد رغبة في السيطرة على محافظة جنوبية مهمة لكن أعين كلا البلدين على البحر الأحمر من خلال ضمان تأمين المليشيات الحوثية في الحديدة والتي تتلقى ضربات موجعة من القوات المشتركة وتضيق الخناق على سعي طهران تحويل البحر الأحمر إلى بؤرة صراع رداً على مقتل قاسم سليماني.
إشعال جبهة الضالع في هذا الوقت يرتبط أيضاً بأهداف تركية من مصلحتها تمدد المليشيات الحوثية في الجنوب والتنسيق معها في مناطق أخرى على رأسها جبهة الساحل الغربي بما يخدم مصالح تركيا الساعية للحصول على الثروات البترولية، ومضايقة المملكة العربية السعودية التي تقف بشدة في مواجهة التدخل التركي في ليبيا، وهو ما أفرز في المقابل إعلان السعودية تأسيس مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن لمواجهة الأخطار التركية والإيرانية.