الانتقالي.. إنجاز كبيرٌ في زمن قصير
على الرغم من استعار التحديات التي تحاصر الجنوب من كل اتجاه بعدما تكالبوا عليه أعداؤه، فقد أبلى المجلس الانتقالي أحسن البلاء في العبور الوطن نحو بر الأمان، على النحو الذي يُحقق الحلم الأكبر والأعظم وهو استعادة الدولة وفك الارتباط.
يواجه الجنوب أكثر من عدو، بينهم المليشيات الحوثية وشقيقتها "الإخوانية"، وهذان الاثنان يعملان ليل نهار على استهداف الجنوب وقيادته وشعبه والنيل من أمنه واستقراره.
وفي مواجهة هذه التحديات، فقد أظهرت القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، ما يمنحها قدرة كاملة للتصدي لكل هذه المؤامرات.
الاستراتيجية الجنوبية قامت على شقين، أحدهما عسكري يتمثل في إظهار العين الحمراء لأي معتدٍ يحاول النيل من أمن الجنوب، وذلك عبر قوات مسلحة باسلة تصون الأرض وتحمي الوطن، مقدِّمة أغلى التضحيات في هذا السبيل ضد مختلف الأعداء المتكالبين على الجنوب.
سياسيًّا، فقد برهن المجلس الانتقالي على حنكته الكاملة في هذا الشأن، وذلك من خلال حرصه على السلام وعدم حل الأزمات عبر الصراعات وإسالة الدماء.
تجلّى ذلك في المشاركة الفاعلة للمجلس الانتقالي في المحادثات التي أجرت في مدينة جدة والتي أفضت إلى اتفاق الرياض فيما بعد، وقد تفاعل "الانتقالي" إيجابيًّا مع الدعوة السعودية فور توجيهها، خلافًا لحكومة الشرعية التي حاولت عرقلة هذا المسار.
في الوقت نفسه، استطاع المجلس الانتقالي أن يحقق عديد المكاسب السياسية للجنوب بفضل هذه الحنكة الكبيرة، تجلَّت نقل الاهتمام بالقضية الجنوبية إلى الصعيدين الإقليمي والدولي، بالإضافة إلى وضع الجنوب طرفًا رئيسيًّا في معادلة الحل المقبل.
يُشير كل ذلك إلى أنّ المجلس الانتقالي يرسِّخ أركان دولة أصبح أمر استردادها أقرب ما يكون، على الرغم من التحديات التي تحاصرها من اتجاهات عدة.
يتفق مع ذلك أستاذ القانون الدولي في جامعة الرباط المغربية توفيق جازوليت الذي أكَّد أنَّ المجلس الانتقالي الجنوبي، يؤسس لمرحلة انتقالية استثنائية في ظروف في غاية التعقيدات.
وأضاف أنّ المجلس الانتقالي الذي تأسس على غرار إعلان عدن التاريخي في 11مايو2017،حصد مكاسب كثيرة، ونال تعاطفًا شعبيًّا حيث يعتبروه الجنوبيون بمثابة الممثل لقضيتهم العادلة.
وأشار إلى أن المجلس الانتقالي بالرغم من حداثته إلا أنه ارتقى بالقضية الجنوبية في زمن قياسي معتمدًا على دعم غالبية أهل الجنوب ومشاركًا مع قوات التحالف العربي في الجبهات القتالية.
وأوضح أنّ القضية الجنوبية التي حملها المجلس الانتقالي على عاتقه حققت مكاسب في مقدمتها كسر الحصار السياسي و الدبلوماسي المفروض من احتلال الجنوب عام 1994.
ولفت إلى أنّ اتفاق الرياض أعطى بعدًا أمميًّا ودوليًا لهذا المجلس، حيث أنّ الولايات المتحدة تقر بالدور الذي قامت به قوات المجلس الانتقالي في محاربة الإرهاب في منطقة اليمن، أما الدول النافذة في مجلس الأمن تعترف ضمنيًّا بشرعية المجلس، وفقد أبدت روسيا استعدادها للحوار مع الانتقالي في حال فشل تطبيق اتفاق الرياض.