التزامٌ حتى اليوم الأخير.. كيف يتعامل الجنوب مع اتفاق الرياض؟

الأربعاء 8 يناير 2020 22:39:00
testus -US

برهنت القيادة السياسية الجنوبية على حنكتها الاستراتيجية، في تعاملها "الصبور" مع الاختراقات التي تشنها المليشيات الإخوانية ضد بنود اتفاق الرياض المُوقّع بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية في الخامس من نوفمبر الماضي.

الاتفاق تعرَّض لعديد الخروقات والاتفاقات التي ارتكبتها المليشيات الإخوانية، في وقتٍ تبدي فيه القيادة السياسية الجنوبية التزامًا كاملًا ببنود الاتفاق من أجل إنجاحه، نظرًا لأهمية هذه الخطوة في ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية بعدما حرّف حزب الإصلاح مسار هذه البوصلة على مدى السنوات الماضية.

الجنوب أكّد تمسُّكه بتنفيذ الاتفاق، وقد صدر ذلك على لسان رأس القيادة الجنوبية، وهو الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي، الذي قال إنّ دولة الجنوب القادمة ستكون دولة نظام وقانون وعدالة، مؤكدًا أنّه لن يكون فيها موطئ قدم للفاسدين والإرهابيين.

الرئيس الزُبيدي أعرب عن تمسُّك المجلس الانتقالي الجنوبي بتنفيذ اتفاق الرياض وضمان الشراكة في إدارة الدولة، مؤكدًا أنّ المجلس لم ولن يصمت أبدًا على انتهاكات وخروقات الطرف الآخر وسينتظر انتهاء المهلة الزمنية لاتفاق الرياض ليقول كلمته.

تصريحات الرئيس الزُبيدي جاءت خلال لقائه بقيادة وأعضاء نادي القضاة الجنوبيين، في مقر المجلس الانتقالي بالعاصمة عدن، حيث شدّد على أهمية استقلال القضاء، ودعا إلى التشاور والتنسيق ومناقشة آليات تطوير عمل القضاء وسُبل توفير الحماية للأجهزة القضائية.

وتعهَّد الرئيس الزُبيدي بتولي المجلس الانتقالي الجنوبي مهمة بناء مؤسسات الدولة التي جرى تدميرها، وأهمها الجهاز القضائي، داعيًّا القضاة إلى تقديم مقترحاتهم ورؤاهم، بهدف تأسيس سلطة قضائية مستقلة.

التزام الجنوب بتنفيذ بنود اتفاق الرياض يندرج في إطار جهود الجنوب إلى جانب التحالف العربي فيما يتعلق بالحرب على الحوثيين، وهي معركة يقف فيها الجنوب إلى جانب التحالف في مواجهة المشروع الإيراني.

في الوقت نفسه، فإنَّ الجرائم والانتهاكات الإخوانية التي ارتكبتها هذه المليشيات ضد الجنوب لا يمكن أن تمر مرور الكرام، وهو ما أكَّد عليه الرئيس الزُبيدي بأنّ الجنوب سيبقى ملتزمًا ببنود الاتفاق، فيما سيكون الرد على الجرائم الإخوانية عقب انتهاء المهلة التي ينص عليها الاتفاق.