الحرب الاشد ضررا على الجنوب

عبدالكريم النعوي

الكثير من الجنوبيين نجدهم ينظرون الى الوضع اليمني بشكل عام والوضع الجنوبي بشكل خاص في الغالب ، نظرات عفويه سطحيه بلا مبالاه ولم يتمعنوا بدقه وتركيز ودون اعطاء القضايا القدر الكافي من الاهميه والغوص في اعماق الامور لمعرفة حقائق ما تجري من احداث وتطورات ومتغيرات متتاليه وتحليلها وايجاد الطرق المجديه للتعامل معها  ، حيث يفترض ان ينظروا لكل المجريات بالمام وتعمق ، وتقييم صحيح مستمد من واقع الاحداث والوقائع التي تجري، وتحديدا ما تمارسها سلطات (الاخوان) في الشرعيه اليمنيه من سياسات خبيثه وما تتخذ من اجراءات وتقوم بها من مشاريع حربيه عدوانيه مختلفه لصالح قوى الشمال ضد الجنوب ولا يعون احيانا الا بعد فوات الاوان.

لذلك يجب علينا ان ندرك تماما ان الحرب التي تشنها قوى الشمال حاليا (بشقيها الاخونجي والحوثي) ضد الجنوب، لا ت?تصر على الحرب العسكريه المسلحه فقط، بل يشنون حرب التضليل باسم الدين، وحرب زرع الفتن واشعالها بين الجنوبيين وحرب الاكاذيب الاعلاميه، وهناك حرب هي الاشد ضررا والاكثر خطرا على الجنوب، وهي حرب القرارات والتعيينات في المناصب والترتيبات السلطويه المختلفه التي تصدرها ما تسمى بسلطات الشرعيه، التي مازلت تنفرد فيها وتوضفها لتعزيز اهدافها الاحتلاليه ولفرض واقع احتلالي شمالي في الجنوب،والانقضاض على ارضه وثرواته ومقدراته واقصاء وعزل الجنوبيين (المؤمنين بهدف استعادة الدوله الجنوبيه) من كل مواقع سلطات القرار، ومحاولة سلبهم مشروعية ممكنات التمسك بارضهم وتجريدهم من جميع ادوات حمايتها والدفاع عنها، والتحدث باسمها والبقاء فيها مثلما فعلت منظومة قوى الاحتلال اليمني بعد احتلالها الجنوب في عام 1994م وتسعى حاليا بكل السبل الى تمييع اتفاقية الرياض..لنفس الهدف

والمتابع اليوم باهتمام يلمس بالفعل بان هذه الحرب قائمه حاليا ضد الجنوب وضد هدفه التحرري..وبضراوات ومنتهى الحقد تتقاسم قوى الاحتلال بشقيها الحوثي والاخونجي الادوار لاسقاط الجنوب من جديد بحرب مسلحه باسم الحوثيه، وحرب مراسيم وتعيينات رئاسيه حكوميه اخونجيه مؤتمريه ذات طابع يمني شمالي بحت هذه المنظومه  التي ينزعمها اليوم رمز التطرف والارهاب العالمي علي محسن الاحمر هو ومليشياته متعددة الاغراض والمهام الاجراميه.    

ولعلنا كجنوبيين ندرك جيدا بان ما تسمى بسلطات الشرعيه اليمنيه هي نفس منظومة الاحتلال اليمني بمختلف القابها واشكالها القديمه المتجددة التي احتلت الجنوب في عام 1994م وتسعى حاليا الى اعادة وضع الاحتلال باي طريقة كانت..مما يفرض على الجنوبيين جميعا الوقوف وقفة رجل واحد في وجه قوى الاحتلال اليمني وافشال كل مؤامراتها ومواصلت انزال الهزائم الساحقه فيها والانتصار عليها نحو استعادة الدوله الجنوبيه قريبا بعون الله تعالى.


مقالات الكاتب