اتفاق الرياض ونوايا الجنوب الحسنة
رأي المشهد العربي
دخل الالتزام الجنوبي التام ببنود اتفاق الرياض مرحلة جديدة، عقب انسحاب قوات اللواء التاسع صاعقة التابعة للقوات الجنوبية من مواقعها في محافظة أبين استجابة لخطة تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.
إقدام القوات الجنوبية على هذا الأمر يبرهن على الإصرار الجنوبي التام للعمل على إنجاح اتفاق الرياض، المُوقّع في الخامس من نوفمبر الماضي بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، والذي تعرّض لكثيرٍ من الخروقات والاعتداءات من قِبل حزب الإصلاح الإخواني من أجل إفشال هذا المسار.
الجنوب كان قد برهن على حسن نواياه في مرحلة سابقة عندما سمح بعودة الحكومة إلى العاصمة عدن، فيما تعرَّضت بقية بنود الاتفاق لسلسلة طويلة من العراقيل الإخوانية التي ارتكبتها هذه المليشيات التابعة لحكومة الشرعية على مدار الأسابيع الماضية.
التزام الجنوب ببنود اتفاق الرياض يمكن القول إنّه الضمانة الأولى من أجل إنجاح هذا المسار، حيث تُبدي القيادة الجنوبية كثيرًا من ضبط النفس، وتتجاهل الاستفزازات الكبيرة والمتواصلة التي تمارسها المليشيات الإخوانية ضد الجنوب، سواء ضد قواته المسلحة أو ضد مواطنيه.
وتبذل المملكة العربية السعودية جهودًا كبيرة من أجل تفويت الفرصة على المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة للشرعية التي تعمل على إفشال الاتفاق، وتُظهر قيادة التحالف بين حينٍ وآخر ما يمكن اعتبارها "عينًا حمراء" لإنجاح هذه الخطوة مهما كثرت التحديات.