بعد التهديد العاجل.. مصير سليماني يرعب قادة الحوثيين

الجمعة 17 يناير 2020 18:18:33
testus -US

على الرغم من أنّ المليشيات الحوثية كانت أول المبادرين بالحديث عن عمليات انتقامية من مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، إلا أنّ هذا الفصيل الإرهابي تراجع على ما يبدو عن التصعيد في الفترة الراهنة.

سليماني قتل قبل أيام في ضربة أمريكية شنّتها طائرة من دون طيار، وقد استهدفت سيارته قرب مطار بغداد في العاصمة العراقية.

عقب هذه الضربة النوعية والقاسمة التي تلقّتها إيران، فقد توعدت المليشيات الحوثية برد سريع ومباشر، بعدما قدّم محمد علي الحوثي رئيس ما يعرف باسم اللجنة الثورية العليا للميليشيات التعازي للمرشد الإيراني علي خامنئي والقيادة السياسية في العراق وإيران.

وقال الحوثي في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "هذا الاغتيال مدان، والرد السريع والمباشر في القواعد المنتشرة هو الخيار والحل".

فُسِّرت هذه التغريدة بأنّها إعلان رسمي من قِبل المليشيات الحوثية بأنّها ستتولى الرد على اغتيال سليماني، عبر عمليات تنفِّذها ضد الولايات المتحدة مباشرةً أو ضد شركائها في المنطقة.

وفيما نظّمت المليشيات الحوثية العديد من التظاهرات تنديدًا بمقتل سليماني، إلا أنّها تخوَّفت على ما يبدو من أن تشن أي هجمات انتقامية تخوفًا من قادة هذا الفصيل الإرهابي من أن ينالهم مصير مشابه لما حدث لسليماني.

ومن المرجح أنّ الحوثيين شرعوا حساب كلفة تهورهم إذا أقدموا على أي سلوك تصعيدي، حسبما نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مراقبين قولهم إنّ المليشيات رأوا الدرس الأمريكي الواضح حول قدرة الولايات المتحدة على استهداف أي أشخاص تقرر التخلص منهم.

اللافت أكثر أنّ القيادي في المليشيات الحوثية محمد علي الحوثي، حذف تغريداته بعد مقتل سليماني من على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، والتي دعا فيها إلى رد سريع وحاسم ضد القواعد الأميركية في المنطقة.

برهن ذلك على هذه المخاوف الحوثية، لا سيّما أنّ محمد علي الحوثي كان قد نصح طهران بالاستعجال في الرد على مقتل سليماني.

إجمالًا، يمكن القول إن واقعة اغتيال سليماني قيادات أصابت مليشيا الحوثي بالرعب من أن يتم استهدافهم في ضربات مماثلة، تكون قاسمة على هذا الفصيل الإرهابي.

تجلّت هذه المخاوف الحوثية في تعليمات أصدرتها المليشيات إلى قياداتها بتعزيز الإجراءات الأمنية الخاصة بتحركاتهم، حيث قالت مصادر "المشهد العربي" إنَّ التعليمات الجديدة نصّت على مراجعة الإجراءات الأمنية الخاصة بتحركات القيادات الرفيعة في المليشيات، وكذلك تقييم عناصر حلقة الأمن والحراسات الخاصة بكل قيادي وإعادة غربلتهم وتقسيمهم إلى مجموعات منفصلة.

وأضافت المصادر أنّ تعليمات مليشيا الحوثي تشير لوجود مخاوف من قبل المليشيات من اختراق استخباراتي لصفوفها، مبينةً أنّ مليشيا الحوثي قد تقدم على مغامرة غير محسوبة العواقب تنفيذًا لأوامر إيرانية انتقامًا لمقتل سليماني.