رسائل الزُبيدي تخرق جدار الصمت الدولي على جرائم الإخوان
رأي المشهد العربي
وجه الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، رسائل مهمة إلى المجتمع الدولي عبر التصريحات التي أدلى لها لوكالة "فرانس برس"، وهي الرسائل التي بثتها عدد كبير من وسائل الإعلام العربية والأجنبية، وعدت بمثابة خرق لجدار الصمت الدولي على جرائم مليشيات الإخوان المهيمنة على الشرعية ولا تتوانى عن عرقلة تنفيذ اتفاق الرياض.
الرسالة الأولى التي بعث بها الرئيس الزُبيدي، هي التحذير المباشر من انهيار الاتفاق نتيجة استمرار العراقيل التي تضعها الشرعية في طريقه، وتكمن أهمية تلك الرسالة في أنها تأتي في وقت تحاول فيه المليشيات التابعة للشرعية استغلال عامل الوقت لعدم تنفيذ الاتفاق قبل أسبوعين من انتهاء الفترة المحددة لتطبيق كافة بنوده، وبالتالي فهي ستحاول أن تدخل تعديلات جذرية على الاتفاق بما يتماشى مع رغبتها في استمرار هيمنتها على الشرعية.
الرسالة الثانية والتي لا تقل أهمية عن نظيرتها الأولى تكمن في تنامي الأخطار الإرهابية بالجنوب كلما جد الحديث عن تطبيق بنود اتفاق الرياض، إذ ركز الزُبيدي في حديثه على العمليات الإرهابية التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية تحت غطاء الشرعية، وهو أمر لا يتلفت إليه المجتمع الدولي الذي يشدد بين الحين والآخر على أهمية تنفيذ اتفاق الرياض من دون أن يدخل في التفاصيل المعرقلة لتطبيقه.
الرسالة الثالثة التي حملتها تصريحات الزُبيدي، ألقت الضوء أيضاً على جملة من الصعوبات التي تضعها الشرعية لضمان عدم تطبيق الاتفاق، وعلى رأسها الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تشكل عاملاً إضافياً لإفشال الاتفاق، لأن الشرعية سعت خلال الأشهر الماضية على تفريغ الجنوب من موارده، بل أنها تعمدت تأزيم الأوضاع المعيشية لعقاب أبناء الجنوب.
وقال الزُبيدي إن الجنوب يواجه تحديات كبيرة، على رأسها وجود نقص حاد من المخزون الغذائي، مضيفاً "المخازن فارغة في الجنوب ولا يوجد فيها احتياطي لعشرة أيام، إضافة إلى ذلك يعاني أبناء الجنوب من تأخر الرواتب"، ودعا المملكة العربية السعودية والمجتمع الدولي لسرعة تقديم المساعدات للمواطنين المتضررين.
أما رابع تلك الرسائل فهي هدفت إلى تصحيح الصورة التي تحاول الشرعية تزييفها عمداً لكي تستمر في ممارساتها الساعية لعرقلة الاتفاق، بعد عملت خلال الأيام الماضية تحميل المجلس الانتقالي الجنوبي مسؤولية فشل تنفيذ بنود الاتفاق، واستغلت منابرها الإعلامية المحسوبة على تنظيم الإخوان من أجل الترويج لهذه الأكاذيب، وحاولت قدر الإمكان تخفيف ضغوطات التحالف العربي عليها.
وشدد الزُبيدي على تمسك المجلس الانتقالي الجنوبي بتنفيذ اتفاق الرياض، ولفت إلى الجهود الحثيثة التي يبذلها الجنوب تحت قيادة المملكة العربية السعودية لإنجاحه، وإحلال السلام في المنطقة.
أما خامس هذه الرسائل فارتبطت بموقف الجنوب من الاستقلال، وكان الزُبيدي في تلك التصريحات واضحاً للغاية بعد أن شدد على أن المجلس الانتقالي لا يطمح خلال هذه المرحلة للاستقلال، بل إلى شراكة تضمن للجنوبيين حقهم في مفاوضات السلام اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة، لكنه في الوقت ذاته أكد على سعي الجنوب إلى استعادة دولته وحق تقرير مصيره بكافة الطرق الديمقراطية المكفولة.