الأمم المتحدة والحل السياسي اليمني.. مسارٌ تنقصه العين الحمراء
بعد مرور أكثر من عام على توقيع اتفاق السويد في ديسمبر 2018، لم يُحقّق هذا المسار أي حلحلة سياسية على الرغم من الآمال الكثيرة التي علقت به، وباتت الأمم المتحدة تبحث عن مسار سياسي جديد.
التحرُّك نحو عملية سياسية جديدة كشفه المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث وذلك خلال إحاطته في الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي مساء الخميس.
ففي إحاطته، كشف جريفيث أنّه سيتوجّه إلى صنعاء الأسبوع المقبل في إطار مساعيه المتواصلة لتطبيق كل بنود اتفاق الحديدة، وإطلاق العملية السياسية، آملاً في أن تكون 2020 سنة انتهاء الحرب.
وطالب جريفيث بتحييد الملف اليمني عن التصعيد الذي شهدته المنطقة مطلع العام الحالي، ولمّح إلى انخفاض أعمال العنف بدرجة لافتة في كل الأنحاء.
وصرّح جريفيث بأنَّ الشروع في العملية السياسية مجددًا بين أطراف الأزمة أمر ممكن خلال الأشهر المقبلة، مؤكدًا ضرورة التزام التنفيذ التام لاتفاق ستوكهولم، بما في ذلك اتفاق الحديدة.
حديث جريفيث عن إطلاق عملية سياسية يأتي في وقتٍ تواصل فيه المليشيات الحوثية التصعيد العسكري على مدار الوقت، وهو ما يوجّه رسالة صريحة من هذا الفصيل الإرهابي بأنّها لن تسير في طريق السلام مُطلقًا.
ولا يمكن التفاؤل بإطلاق أي عملية سياسية في اليمن إذا ما استمرت الاستراتيجية الأممية في تعاملها مع الأزمة بوضعها الراهن، حيث يلزم اتخاذ إجراءات رادعة ضد هذا الفصيل للانخراط في طريق السلام.
وعلى مدار سنوات الحرب، ارتكب الحوثيون كثيرًا من جرائم الحرب التي وثَّقتها التقارير الدولية، وهو ما أدّى إلى صناعة مآسٍ إنسانية شديدة البشاعة.
وبيّنت إحصائيات سابقة، أصدرتها الأمم المتحدة، حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي صنَّفتها الأسوأ عالميًّا، حيث يواجه اليمن أكبر أزمة أمن غذائي في العالم، ويعيش أكثر من 20 مليون شخص في ظل انعدام الأمن الغذائي ويكافحون لإطعام أنفسهم غير متأكدين من أين سيحصلون على وجبتهم التالية.
ومن بين هؤلاء، يعيش حوالى 10 ملايين شخص 70٪ منهم أطفال ونساء يعانون من انعدام شديد للأمن الغذائي أي على بعد خطوة من المجاعة، بحسب الأرقام الأممية.
وأشارت نتائج التقييم الطارى للأمن الغذائي والتغذية إلى تجاوز مؤشر سوء التغذية الحاد (الهزل) في محافظات الحديدة وحضرموت وحجة وأبين عتبة 25٪ حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، بينما بلغ سوء التغذية المزمن (التقزم) مستويات حرجة تجاوزت 60٪ في 14 محافظة من أصل 22 محافظة.