فتِّش عن الإخوان.. ماذا عن اختفاء طفلي تعز؟
على غرار المليشيات الحوثية، عملت المليشيات الإخوانية على صناعة فوضى أمنية في مختلف المناطق الخاضعة لنفوذها، بما يضمن لها مزيدًا من هذه السيطرة الغاشمة.
وتدفع محافظة تعز كلفة باهظة جرّاء خضوعها لسيطرة المليشيات الإخوانية، وباتت تشهد الكثير من الحوادث الإجرامية التي يتعمد الإخوان تفشيها على النحو الذي يُضفي على المحافظة مزيدًا من الاضطرابات.
ففي واقعة جديدة، اختفى طفلان، من أبناء مديرية الشمايتين جنوب محافظة تعز، في ظروف غامضة.
وقالت مصادر محلية لـ "المشهد العربي"، إن الطفلين أواب محمد سيف محمد طارش، ومصطفى محمد أحمد الجرمي، فقدا وسط منطقة ذبحان، في مديرية الشمايتين.
وشكل أهالي الطفلين، بحسب المصادر، وبمعاونة أبناء المنطقة، فرقا للبحث عنهما، دون جدوى، وسط مخاوف من اختطافهما من العصابات المسلحة المنتشرة في العديد من الأحياء.
وفيما لم يتم الكشف عن أسباب الحادثة، إلا أنّ الأنظار توجّهت صوب الفوضى الأمنية التي زرعتها المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية من أجل أن تضمن لنفسها مزيدًا من السيطرة.
وتعيش محافظة تعز الخاضعة لسيطرة مليشيا الإخوان الإرهابية، حالة انفلات أمني كبيرة، وسط انتشار لمسلحين يتبعون قيادات إخوانية.
وفي الأيام الماضية، شهدت تعز عشرات من جرائم الاختطاف بخلاف انتهاكات بحق أطفال قصّر من عصابات مسلحة.
لا يقتصر الأمر على صناعة الانفلات الأمني، تمارس المليشيات الإخوانية تدميرًا ممنهجًا للمرافق الصحية الحكومية في تعز، حسبما كشفت مصادر في قطاع الصحة بالمحافظة، قالت إنّ التدمير المُمنهج للمرافق الصحية وفي مقدمتها مستشفى الثورة العام من قبل مليشيا الإخوان يصب في صالح مستشفياتهم الخاصة، وتحويل الدعم الذي تقدمه المنظمات الدولية لها.
وتحدَّثت المصادر عن أنّ أقسام أغلب المستشفيات الحكومية باتت مغلقة ولا تعمل باستثناء قسمي الجراحة العامة والعظام، وأشارت إلى أنه لم تتجاوز زيارات المرضى للمستشفى خلال الأشهر الأخيرة من 2019، سوى 20% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي في عهد الدكتور أحمد أنعم الذي اعتدى عليه، وغادرها بقوة السلاح من قبل مسلحي الإخوان مطلع مايو الماضي.
وتملك المليشيات الإخوانية سجْلًا حافلًا بالعديد من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت في حق مواطني تعز، وهي انتهاكات كشفتها ووثّقتها العديد من التقارير الدولية من هذا الفصيل الذي سيطر على حكومة الشرعية، ونخر في عظامها كسرطان خبيث.
ومدينة تعز، تتقاسم السيطرة عليها المليشيات الحوثية من جهة، ومليشيا الإخوان من جهة أخرى، لكنّ جبهات القتال تشهد موتًا سريرًا، في وقتٍ يتوارى فيه "الإصلاح" خلف عباءة الشرعية مدعيًّا القتال ضد الحوثيين، لكنّه يتحالف معهم في واقع الحال.