تعز والإضراب المحتمل .. مالكو وكالات الغاز يصرخون في وجه الإخوان
على غرار المليشيات الحوثية، تعمل المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية على افتعال الكثير من الأزمات الحياتية في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها، على النحو الذي يضاعف من الأعباء على السكان.
السياسات الإخوانية الغاشمة أحدثت غضبًا عارمًا بين السكان في مختلف المناطق التي تخضع لنفوذ إخواني، ومنها محافظة تعز حيث هدَّدت نقابة مالكي وكالات الغاز بإعلان إضراب شامل، ردًا على تعرض عدد من أعضاءها لاعتداءات.
وقالت مصادر محلية في تعز لـ"المشهد العربي"، إنَّ النقابة وجَّهت رسالةً إلى مدير أمن المحافظة بتعرُّض عددٍ من معارض ووكلاء الشركة اليمنية للغاز لاعتداءات وبلطجة ونهب أسطوانات الغاز في مدينة تعز من عناصر تنتسب للواء 170 دفاع جوي الخاضع لسيطرة مليشيا الإخوان الإرهابية.
وأضافت المصادر أنَّ النقابة طالبت مدير الأمن بسرعة القبض عليهم وإحالتهم إلى القضاء، مشيرة إلى تكرار هذه المطالب في رسالة سابقة، دون أي ردع أو ضبط للمتهمين.
وهددت النقابة بإعلان إضراب شامل، وحذرت من أزمة غاز خانقة جراء تلك الخطوة.
وفي وقتٍ سابق، كشف "المشهد العربي"، عن تحصيل عاملي صندوق النظافة في مدخل محافظة تعز بمنطقة بني غازي، المحسوبين على مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية، رسوم النظافة على وقود الغاز والمواد الإغاثية ومشتقات النفط، دون أي سندات رسمية.
وقطاع الغاز المنزلي هو الأكثر تضررًا من تلك الجبايات غير القانونية التي تفرض على الشاحنات المحملة بإسطوانات، حيث تضاعف سعر الأسطوانة حتى وصل سعرها إلى قرابة السبعة آلاف ريال في السوق السوداء.
وتدفع محافظة تعز كلفةً باهظةً جرّاء الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات الإخوانية، التي تهدف إلى تعزيز سلطتها الغاشمة على المحافظة، وهو أمرٌ يقوم على افتعال الكثير من الأزمات الحياتية أمام السكان.
على الصعيد الصحي، تمارس المليشيات الإخوانية تدميرًا ممنهجًا للمرافق الصحية الحكومية في تعز، حسبما كشفت مصادر في قطاع الصحة بالمحافظة، قالت إنّ التدمير المُمنهج للمرافق الصحية وفي مقدمتها مستشفى الثورة العام من قبل مليشيا الإخوان يصب في صالح مستشفياتهم الخاصة، وتحويل الدعم الذي تقدمه المنظمات الدولية لها.
وتحدَّثت المصادر عن أنّ أقسام أغلب المستشفيات الحكومية باتت مغلقة ولا تعمل باستثناء قسمي الجراحة العامة والعظام، وأشارت إلى أنه لم تتجاوز زيارات المرضى للمستشفى خلال الأشهر الأخيرة من 2019، سوى 20% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي في عهد الدكتور أحمد أنعم الذي اعتدى عليه، وغادرها بقوة السلاح من قبل مسلحي الإخوان مطلع مايو الماضي.
وشددت المصادر على أنَّ الوضع المزري الذي وصل له مستشفى الثورة كشفته بجلاء التناقص الواضح في عدد الخدمات الطبية التي قدمها مقارنة بعام 2018، ونوهت إلى أن العبث التي تعرض له المستشفى طال الأقسام التي تم فتحها بدعم من منظمة الصحة العالمية مثل قسم الكوليرا الذي لم يقدم خدماته لأي مريض، ولم يتواجد فيه أحد من الطاقم الذي تم اعتماده للقسم.
واعتبرت المصادر، أن ما تعرضت لها المستشفى جريمة ترقى إلى درجة الجرائم ضد الإنسانية خاصةً وأنها ارتكبت بحق أكبر صرح طبي في محافظة تعز البالغ عدد سكانها أكثر من أربعة ملايين شخص.
المخطط الإخواني ضد تعز أيضًا يحمل شقًا أمنيًّا، حيث أنّ صناعة الفوضى الأمنية هي سياسة مشتركة بين المليشيات الحوثية و"شقيقتها" الإخوانية، وذلك عبر افتعال كثير من الأزمات الأمنية ونشر الجريمة في المناطق الخاضعة لسيطرتها من أجل استخدام مزيدٍ من القوة الغاشمة ضد السكان.
ومدينة تعز، تتقاسم السيطرة عليها المليشيات الحوثية من جهة، ومليشيا الإخوان من جهة أخرى، لكنّ جبهات القتال تشهد موتًا سريرًا، في وقتٍ يتوارى فيه "الإصلاح" خلف عباءة الشرعية مدعيًّا القتال ضد الحوثيين، لكنّه يتحالف معهم في واقع الحال.
وتملك المليشيات الإخوانية سجْلًا حافلًا بالعديد من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت في حق مواطني تعز، وهي انتهاكات كشفتها ووثّقتها العديد من التقارير الدولية من هذا الفصيل الذي سيطر على حكومة الشرعية، ونخر في عظامها كسرطان خبيث.