الجنوب وتجديد العهد
رأي المشهد العربي
برهنت الفترة الماضية من عُمر القضية الجنوبية، على أنّ الحنكة السياسية التي يتمتع بها المجلس الانتقالي الجنوبي، والالتفاف الشعبي وراءه يُمثل الضمانة الحقيقية في مواجهة التحديات التي تُحيط بالجنوب من كل اتجاه.
الجنوب يواجه أكثر من عدو، لعل أكثرهم وضوحًا هم المليشيات الحوثية والمليشيات الإخوانية، حيث تكالب الجانبان ووضع كلٌ منهما يده في يد الآخر، من أجل النيل من الجنوب وقضيته العادلة وشعبه الصامد.
وفيما يملك الجنوب قيادة سياسية مُحنّكة وقوات مسلحة باسلة، فإنّ الطرف الثالث من معادلة القوة هو الالتفاف الشعبي وراء القيادة الجنوبية في التصدي لكافة المؤامرات التي تُحاك ضد الوطن.
وبين حين وآخر، يتحدّث الرئيس عيدروس الزبُيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عن استراتيجية القيادة التي تهدف إلى تحقيق حلم الشعب المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط، وهو تجديدٌ للعهد أمام الشعب بأنّ الحلم سيتحقّق مهما كثرت التحديات واحتدت المؤامرات.
الرئيس الزُبيدي قال في حواره الأخير مع فضائية "روسيا اليوم"، إنَّ المجلس الانتقالي الجنوبي يعبر عن إرادة شعب الجنوب في كافة أهدافه وهو استعادة دولة الجنوب وعاصمتها عدن.
الحلم الجنوبي الكبير عبّر عنه الرئيس الزُبيدي عندما أكَّد أنَّ البرنامج السياسي للمجلس هو استعادة الدولة بكافة الوسائل والطرق التي تكفلها القوانين الدولية والأمم المتحدة.
الاستراتيجية لا يمكن أن تنجح عبر القيادة السياسية المُحنكة فقط، بل يدعم ذلك أيضًا قوة الجنوب المسلحة، وإرادة شعبه القوية، وهي أطرافٌ ثلاثةٌ تساهم في تحقيق الحلم الكبير.