جريمة سعوان الحوثية.. المليشيات تُرهب السكان
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، ارتكب هذا الفصيل الإرهابي الموالي لإيران كثيرًا من الجرائم والانتهاكات ضد السكان بغية ارتكاب أعمال نهب ضدهم بالإضافة إلى نشر الترويع فيما بينهم بما يضمن للمليشيات فرض مزيدٍ من السيطرة الغاشمة.
ففي جريمة حوثية جديدة، أقدم أحد مشرفي المليشيات على قتل شاب وجرح شقيقين له في منطقة سعوان بمحافظة صنعاء.
وعلم "المشهد العربي" من مصدر محلي أنّ مشرفًا حوثيًّا من أبناء حرف سفيان في عمران، أقدم على قتل شاب من بيت الوزيري وجرح شقيقين له أحدهما حالته خطيرة, بعد أن رفضوا تأجير أرضية له في شارع النصر .
وأضاف المصدر أنّ المشرف غادر المنطقة بعد ارتكابه الجريمة أمام مرأى ومسمع الأهالي, موضحًا أنّ مليشيا الحوثي ماطلت في إجراءات ملاحقته.
وأشار إلى أنّ الشقيق الأصغر المصاب تمكّن من قتل أحد مرافقي المشرف الحوثي وأصاب اثنين آخرين قبل إصابته, غير أن المشرف اختفى بعد الحادثة، لافتًا إلى أنّ أهالي المجني عليه تجمعوا في المنطقة للمطالبة بالقبض على المشرف الحوثي, وأنّ قيادات حوثية زارت التجمع لمحاولة حل القضية قبلياً , في حين يصر الأهالي على القصاص.
وبين المصدر أنّ الوضع مازال متوترًا في المنطقة، وأنّ مليشيا الحوثي أرسلت تعزيزات لحراسة مستشفى المتحدون في شارع سعوان حيث يرقد الجرحى من مرافقي المشرف الحوثي خشية اقتحامه من المسلحين للثأر منهم.
تنضم هذه الجريمة إلى سجل طويل من الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات الحوثية على مدار سنوات حربها العبثية، والتي كبَّدت السكان أثمانًا شديدة الفداحة، وهي جرائم وثّقتها التقارير الدولية دون أن يتم اتخاذ أي إجراءات رادعة ضد المليشيات.
ودأبت المليشيات الحوثية على ارتكاب مثل هذه الجرائم من أجل أن تفرض كثيرًا من الترهيب بين السكان في مناطق نفوذها، بما يضمن لها مزيدًا من السيطرة الغاشمة.
وعلى مدار السنوات الماضية، أقدمت المليشيات على تفجير مئات المنازل في مختلف المحافظات، إضافة إلى تفجيرها عشرات المساجد والمدارس والمباني ومدارس تحفيظ القرآن.
وكشفت تقارير رسمية حديثة أنَّ المليشيات الحوثية فجَّرت 1000 منزل من منازل معارضيها، بواقع 160 منزلًا في تعز، و125 منزلًا في إب، و123 منزلًا في البيضاء، و82 منزلًا في لحج، و67 منزلًا في صنعاء، و62 منزلًا في ذمار، و49 منزلًا في عمران، و43 منزلًا في الجوف، و42 منزلًا في مأرب، و40 منزلًا في الضالع، و31 منزلًا في حجة، و19 منزلًا في الحديدة، و14 منزلًا في صعدة، و13 منزلًا في البيضاء، و12 منزلًا في أبين، وخمسة منازل في العاصمة عدن، وأربعة منازل في حضرموت، ومنزل واحد في مأرب.
هذه الجرائم الحوثية التي تُمثّل جرائم حرب مروِّعة ارتكبها هذا الفصيل الإرهابي على مدار السنوات الماضية دون أن يلقى جزاءً رادعًا من قِبل المجتمع الدولي.
في الوقت نفسه، فإنّ المليشيات الحوثية تستهدف من وراء هذه الجرائم ترهيب السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها ومنع ظهور أي حركات معارضة لها، لا سيّما أنّ المليشيات كثيرًا من تتخوف من اندلاع مثل هذه التحركات في ظل الأزمة الإنسانية الحادة التي صنعتها، ويعاني منها ملايين السكان.