صفقات أهل الشر.. اعتراف حوثي بـالتفاهم مع الإخوان
السبت 25 يناير 2020 00:00:00
مثَّل اعتراف قيادي بارز في المليشيات الحوثية بعقد صفقات مع حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، دليلًا جديدًا على العلاقات سيئة السمعة التي تجمع بين هذين الفصيلين الإرهابيين على مدار السنوات الماضية.
القيادي الحوثي محمد البخيتي اعترف بوجود هدنة غير معلنة بين الحوثيين والمليشيات الإخوانية، في جبهة نهم ومأرب طوال الفترة الماضية.
اعتراف البخيتي جاء في وقتٍ سلّمت فيه حكومة الشرعية، جبهة نهم للحوثيين، بعدما أقدمت على الانسحاب، وهو ما زعم وزير الدفاع اليمني محمد المقدشي بأنّه كان لأهداف تكتيكية لبعض الوحدات العسكرية من بعض المواقع.
وفيما تستمر الحرب العبثية لأكثر من خمس سنوات، فإنّ أحد الأسباب الرئيسية التي تسبَّبت في إطالة أمد الحرب حتى الوقت الراهن هو علاقات التقارب بين الحوثيين وحزب الإصلاح الذي يُسيطر على معسكر "الشرعية".
وفي الوقت الذي يدعي فيه حزب الإصلاح الوقوف إلى جانب التحالف العربي في معركته ضد المشروع الحوثي - الإيراني، فإنّ الحزب الإخواني المخترق لحكومة الشرعية يملك علاقات نافذة مع المليشيات الموالية لطهران.
ونجحت المليشيات الإخوانية في تحريف بوصلة الحرب على الحوثيين، وأصبحت وجهتها صوب الجنوب وعاصمته عدن، وهو ما كبّد التحالف العربي تأخُّر حسم الحرب عسكريًّا، وإطالة أمد الحرب إلى الوقت الراهن.
الفضيحة الأكبر لعلاقات الحوثيين والشرعية كُشف النقاب عنها مؤخرًا، تتمثل في تمويل جلال نجل الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي لقناة تلفزيونية تابعة للمليشيات الحوثية.
واعترفت قيادات في مليشيا الحوثي الإرهابية في صنعاء، بأنّ "جلال" يُموِّل قناة الهوية التابعة للقيادي الحوثي محمد العماد, وذلك في معرض ردهم على اعتراض قيادات في حزب المؤتمر بصنعاء على ما تبثه القناة من مواد تحريضية ضد الحزب.
وعلم "المشهد العربي" من مصدر مؤتمري في صنعاء أنّ الحزب أبلغ مليشيا الحوثي اعتراضه على حملة التحريض الإعلامية التي تشنها القناة الموالية للمليشيات، بعد اتهامها لقيادات المؤتمر بالمسؤولية عن الفساد في حكومة الحوثي غير المعترف بها.
وضمن الأدلة التي فضحت هذه العلاقات مؤخرًا، أجرت الهيئة الإدارية لجمعية الإصلاح الاجتماعي، وهي كبرى الجمعيات التابعة لحزب الإصلاح الإخواني، زيارةً - قبل أيام - لضريح القيادي الحوثي الصريع صالح الصماد في ميدان السبعين وسط صنعاء.
وقالت وسائل إعلام حوثية إنّ رئيس جمعية الإصلاح وأعضاء الهيئة الإدارية وضعوا إكليلًا من الزهور على ضريح الصماد وقرأوا الفاتحة على روحه.
كما أنّ رئيس وأعضاء الهيئة الإدارية للجمعية الإخوانية زاروا روضات الشهداء في الروضة والحشحوش والكبسي بالجراف.
ولم يكتفِ رئيس جمعية الإصلاح بالإشادة بدور الصريع صالح الصماد فيما أسماه "الدفاع عن اليمن"، بل أكّد المضي قدمًا في السير على دربه.
وكان القيادي الحوثي صالح الصماد، رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، قد لقي مصرعه مطلع العام 2018، بضربة جوية نوعية للتحالف العربي في مدينة الحديدة.
مثّلت هذه الزيارة تطورًا بالغًا في العلاقات سيئة السمعة بين المليشيات الحوثية والإخوانية، وهو ما يمثل طعنة غادرة جديدة من قِبل حزب الإصلاح الإخواني للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، على الرغم من الدعم الذي قدّمته الرياض لهذا المعسكر.
ويمكن القول إنّ بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية لن يتم ضبطها من دون استئصال نفوذ حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي من معسكر حكومة الشرعية، وهو ما يتضمّنه اتفاق الرياض، الذي يتعرَّض لسلسلة طويلة من الخروقات والانتهاكات الإخوانية من أجل إفشاله.