الاستنفار الحوثي في صنعاء.. المليشيات تخشى الانتفاضة

مع تفاقم المآسي الإنسانية الناجمة عن الحرب الحوثية العبثية القائمة منذ صيف 2014، تتسع حدة الخوف لدى المليشيات من اندلاع احتجاجات شعبية ضدها.

إزاء ذلك، تعمل المليشيات الحوثية على تكثيف إجراءاتها الأمنية التي تستهدف خنق السكان ووأد أي احتجاجات قد تندلع ضدها.

وفي الساعات الماضية، انتشرت عناصر مليشيا الحوثي الإرهابية، في شوارع وأحياء ومداخل صنعاء بشكل واسع ومكثف.

وقالت مصادر "المشهد العربي" إنَّ مليشيا الحوثي انتشرت بشكل مفاجئ في شوارع صنعاء وأحياء صنعاء ومداخل المدينة ونصبوا نقاط تفتيش في الشوارع الرئيسة والفرعية.

وأضافت المصادر أنَّ المليشيات أقامت حواجز على مداخل صنعاء, لفرض تفتيش دقيق على الأفراد والمركبات. 

وكثيرًا ما تُقدِم المليشيات الحوثية على تصعيد إجراءات التعسفية ضد السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، من أجل وأد أي احتجاجات قد تندلع ضدها.

وكشف تقارير دولية عن هول مآسي السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ومنها أن أكثر من 20 مليون شخص يعيشون في ظل انعدام الأمن الغذائي ويكافحون لإطعام أنفسهم غير متأكدين من أين سيحصلون على وجبتهم التالية.

ومن بين هؤلاء، يعيش حوالى 10 ملايين شخص 70٪ منهم أطفال ونساء يعانون من انعدام شديد للأمن الغذائي أي على بعد خطوة من المجاعة.

وكذلك، كشفت وثيقة الاحتياجات الإنسانية التي أعدتها المنسقية الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا" أنّ نحو مليوني طفل و1,5 مليون امرأة حامل أو مرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد، كما تواجه حاليًّا 127 مديرية من أصل 333 مديريةً مخاطر متزايدة بالانزلاق إلى المجاعة تصل إلى أكثر من 60٪ من عدد السكان.

يُضاف إلى ذلك أيضًا تردي الأوضاع الصحية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وتسبُّب المليشيات في تفشي الكثير من الأمراض القاتلة التي أودت بحياة الكثيرين خلال الفترة الماضية.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الحرب الحوثية وما رافقها من وقفٍ لصرف الرواتب وارتفاع أسعار كافة السلع قد زادت من حجم معاناة السكان، الذين أصبحوا في وضعٍ لا يُحتمل.

هذه الأوضاع أثارت كثيرًا من الاحتمالات عن انتفاضة شعبية تندلع ضد المليشيات بشكل عاجل، لإنقاذ حياة السكان الذين يصارعون الموت ليل نهار، بل إنّ تأخُر الهبّة الشعبية على المليشيات الحوثية قد أُثار بعض الانتقادات.