لماذا لا تجتاحون صنعاء يا ميسري؟
رأي المشهد العربي
"إذا لم تستحِ، فقل وافعل وتآمر كما شئت".. يُعبر ذلك عن الاستراتيجية التي تتعامل بها حكومة الشرعية مع مجريات الأمور في الفترة الأخيرة، والتي لم يسلم الجنوب من شرها ومؤامراتها.
المدعو أحمد الميسري، أحد الأذرع الإخوانية الإرهابية في حكومة الشرعية، خرج في الأيام الماضية مهدِّدًا بأن تجتاح قواته العاصمة عدن، لتفرض احتلالًا شاملًا على الجنوب.
تهديد الميسري بـ"اجتياح عدن" يندرج ضمن المحاولات الإخوانية المتواصلة التي تهدف في المقام الأول إلى إفشال اتفاق الرياض، وذلك عبر خطة تشمل بنودها تحركات عسكرية على صعيد واسع، ترمي جميعها صوب هدف واحد وهو إشعال الفوضى في أرض الجنوب بغية السيطرة عليه.
هذا التوجُّه الإخواني، الذي لا يمكن اعتباره مستغربًا بأي حالٍ من الأحوال، يثير كمًا كبيرًا من الكوميديا السوداء، كما يُحلِّق سربٌ كبيرٌ من التساؤلات، لعل أبرزها هو لماذا لا تتحرّك القوات الشمالية صوب صنعاء لتحريرها من قبضة المليشيات الحوثية.
عزوف "الشرعية" عن تحرير صنعاء أمرٌ وراؤه الكثير من الأسباب، لعل أهمها أنّ الحكومة المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني تُحقِّق الكثير من المكاسب من استمرار الأزمة بوضعها الراهن سواء سياسيًّا أو عسكريًّا أو حتى ماليًّا، وضمن هذا المخطط أيضًا تندرج المحاولات الإخوانية المتواصلة لإفشال اتفاق الرياض الذي يعمل على ضبط بوصلة الحرب على الحوثيين.
لا يقتصر الأمر على ذلك، فبعد انكشاف تحالف حزب الإصلاح الإخواني مع المليشيات الحوثية الإيرانية، لتجميد عدد من الجبهات، انتقل تنظيم الإخوان – بلا مواربة - إلى لعبة تسليم الجبهات الاستراتيجية باندفاع مخزي، وتحت مسمى الانسحاب المشين للشرف العسكري.
وفي ساعات، تخلت الشرعية ومليشياتها الإخوانية عن ثلاث جبهات حاسمة، بدأتها من نهم ومديرية مجزر وصولا إلى المنطقة العسكرية السابعة، في مراسم تسليم وتسلم وثقتها مقاطع مليشيا الحوثي، بلغ الكرم الإخواني درجة تسليمها بعدتها وعتادها.
إزاء ذلك كله، لا يمكن توقُّع شيء مغاير من حكومة الشرعية وهي على وضعها الراهن فيما يتعلق بتحرُّكها نحو تحرير صنعاء، ولن يكون تهديد الميسري باجتياح عدن أمرًا مستغربًا، فالجنوب يُشكل هاجسًا كبيرًا لهم، يُنغِّص عليهم أحلامهم وكوابيسهم.