ضرائب العيسي.. الشرعية تخنق عدن نفطيًّا

الأربعاء 29 يناير 2020 03:02:00
testus -US

في الوقت الذي تلعب فيه القوات الجنوبية دورًا بطوليًّا في الدفاع عن أراضيها عسكريًّا عبر صد مختلف الأعداء التي تتآمر على الوطن، فإنّ محافظات الجنوب تعاني بشكل واضح من إهمال متعمد من حكومة الشرعية التي تعمل على مدار الوقت على افتعال الكثير من الأزمات.

العاصمة عدن كانت على موعدٍ مع أزمة في المشتقات النفطية، حيث عادت السوق السوداء إلى الظهور مجددًا في الساعات الماضية، وذلك بعد اختفاء الأزمة في الأشهر الماضية.

مصادر مطلعة أرجعت انعدام المشتقات النفطية في أسواق عدن، إلى رفض التاجر المتنفذ أحمد العيسي، إدخال سفن محملة بالوقود إلى ميناء الزيت، في محاولة لإجبار حكومة الشرعية على دفع مستحقاته.

وأضافت أن العيسي يسعى للتهرب الضريبي عبر الضغط على حكومة الشرعية بالمديونية القديمة.

هذا العبث الذي تدفع ثمنه العاصمة عدن، هو جزء من مخطط أكبر تنفذه حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني ضد الجنوب، ويستهدف التنغيص على الجنوبيين والتضييق عليهم وافتعال الكثير من الأزمات الحياتية أمامهم.

وفيما حقّقت القيادة الجنوبية انتصارات عسكرية كبيرة على مدار السنوات الماضية، فإن الجنوب لا يسيطر على المؤسسات الخدمية والمرافق المدنية، وهو ما عرَّض الجنوبيين لسلسلة طويلة من المعاناة الناجمة عن الإهمال المتعمّد من قِبل المسؤولين التابعين لحكومة الشرعية.

وقد عبَّر عن ذلك الرئيس القائد اللواء عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي قائلًا إنّ المجلس يسيطر على الأرض عسكريًّا وأمنيًّا، ولم يسيطر على المؤسسات الخدمية والمرافق المدنية.

الرئيس الزبيدي قال: "لسنا مسيطرين على المؤسسات الخدمية والمدنية، وتركنا الحكومة تعمل، كل ما قمنا به من واجب هو حماية الأرض والعرض من التمدد والغزو الحوثي والتنظيمات الإرهابية، أي أننا متواجدون على الأرض عسكريًّا وأمنيًّا".

وفيما يشعر ويُقدِّر الجنوبيون بحجم الجهود والتضحيات التي قدّمتها القوات المسلحة الجنوبية ضمن رحلة القيادة نحو استعادة الدولة وفك الارتباط، فإنّ الجانب المتمثّل بالشق الحياتي أو الخدمي أمرٌ لن يتحسَّن مع استمرار هيمنة "الشرعية" على مؤسسات الجنوب، وسيبقى الحل دائمًا في أن يدير الجنوب نفسه بنفسه.

في المقابل، فإنّ افتعال الأزمات هي سياسة إخوانية معتادة ضد الجنوبيين، وهي استعرت هذه المؤامرة الإخوانية ضد الجنوبيين منذ توقيع اتفاق الرياض في الخامس من نوفمبر الماضي، حيث يعمل هذا المسار على استئصال النفوذ الإخواني سياسيًّا وعسكريًّا ويضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، وهو ما ولّد مساعي إخوانية عديدة لتفخيخ هذا الطريق.