لحماية الإخوان.. تدخل قطري يوقف تقدمًا حوثيًّا صوب مأرب
تواصل دولة قطر تنفيذ مخططها الساعي إلى حماية وتقوية النفوذ الإخواني، ممثلًا في حزب الإصلاح، وذلك عبر سلسلة من التفاهمات تقودها مع المليشيات الحوثية، لتقوية التعاون والتنسيق فيما بينهم.
المخطط القطري فضحه قيادي بارز بالمليشيات الحوثية، عندما اعترف بأنّ الدوحة طلبت منهم التوقُّف عند تخوم محافظة مأرب ومنعتهم من السيطرة عليها، خشية من سقوط تنظيم الإخوان المسيطر على المحافظة التي توجد بها مصفاة لتكرير النفط.
الاعتراف الحوثي صدر على لسان القيادي محمد البخيتي في تصريحات لقناة الجزيرة القطرية، قائلًا: "دولة عربية طلبت منّا التوقف عن اجتياح مأرب التي كنّا على بعد كيلومتر واحد من احتلالها، وقد استجبنا لهذه الدولة التي تخشى على الإخوان من الهزيمة على اعتبار أنهم حلفاء لنا"، في إشارة إلى قطر الممول الرئيس للإخوان الذي يدين بالولاء لأجندة الدوحة العدائية لجيرانها.
وبث الحوثيون مشاهد تبين أن فرضة نهم شرق صنعاء سقطت دون قتال، بعد أن سلم الإخوان أسلحة ضخمة للمليشيات المدعومة من إيران، وقالت مصادر عسكرية إن "الأسلحة التي حصل عليها الحوثيون تكفي للقتال سنة كاملة".
تصريحات القيادي الحوثي تفضح حجم التنسيق الكبير بين المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية والمليشيات الحوثية، وما تلعبه دولة قطر من أجل إطالة أمد هذا التنسيق، باعتبار أنّ ذلك يمثل استهدافًا مباشرًا للتحالف العربي، الذي تحمل له الدوحة كمًا كبيرًا من العداء.
وكان القيادي البخيتي قد اعترف في الأيام الماضية، بوجود هدنة غير معلنة بين الحوثيين والمليشيات الإخوانية، في جبهة نهم ومأرب طوال الفترة الماضية.
وفيما قوبلت هذه الصفقة بكثيرٍ من الغضب، فقد تحدّث البخيتي عما يراها من أهمية للهدنة غير المعلنة التي عقدها الحوثيون مع حزب الإصلاح في جبهة نهم طوال السنوات الأربع الماضية.
وقال البخيتي إنَّ "هدنة نهم كانت أهم وأخطر هدنة على الإطلاق لأن الطريق إلى صنعاء يمر عبر نهم كما أن الطريق إلى مأرب يمر عبرها أيضًا".
البخيتي اعترف بأنّ "هدنة نهم" خفَّفت على الحوثيين ضغط التحالف العربي للتركيز على بقية الجبهات، حيث مكّنت حزب الإصلاح من الاحتفاظ بقوته وتكديسه للأسلحة والأموال ليكون قادرًا على مواجهة بقية خصومه في المستقبل.
القيادي الحوثي تابع: "هدنة نهم كانت مفيدة للطرفين، إلا أنّ حسابات حزب الإصلاح الخاطئة والغبية دفعته لنقضها في الوقت الخطأ، وذلك بعد أن استعدنا زمام المبادرة في بقية الجبهات وبعد أن أصبحت موازين القوى تميل لصالحنا".
واختتم قائلًا: "لم ينكر هدنة نهم أي قيادي في حزب الإصلاح لأنهم عايشوها ويعرفونها كما يعرفون أبناءهم، لذلك اكتفوا بإنكارها عبر مصدر مجهول".
حديث البخيتي عن تفاصيل الصفقة الحوثية - الإخوانية، تحمل الكثير من الدلالات حول التقارب بين حزب الإصلاح الإخواني والمليشيات الموالية لإيران، وهو تقارب مثّل طعنة غادرة بالتحالف العربي الذي تكبّد تأخُّر حسم الحرب عسكريًّا.
وتلعب دولة قطر دورًا تنسيقيًّا في تعزيز التعاون والتقارب بين الإخوان والحوثيين على الصعيد السياسي والعسكري، بما يخدم هذه المليشيات على الأرض، وعلى النحو الذي يضر التحالف العربي.