مسام في الساحل الغربي.. 16 فريقًا يُخمدون اللهيب الحوثي
واصلت المملكة العربية السعودية، جهودها في تفكيك وإزالة الألغام التي تزرعها المليشيات الحوثية على صعيد واسع، وتُكبِّد المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة.
الفرق الهندسية التابعة لمشروع "مسام" السعودي لنزع الألغام تمكّن في الأيام الأخيرة، من نزع 1616 لغمًا وذخيرة غير منفجرة ليصل مجموع ما تم إزالته في شهر يناير الماضي إلى 5757 لغمًا، وليرتفع إجمالي فخاخ الموت المنزوعة منذ انطلاق المشروع إلى 125 ألفًا و902 لغم وعبوة ناسفة وذخيرة غير منفجرة.
ونقل الموقع الرسمي للمشروع عن المهندس أحمد علي سعيد، أحد أعضاء الفريق "26 مسام" الخاص بجمع القذائف بمديرية المخا بالساحل الغربي قوله إنّ فريقه تمكن حتى الآن من جمع أكثر من 40 ألف قذيفة غير منفجرة في مديرية المخا.
وأضاف أنّ بعض تلك القذائف عبارة عن قنابل وصواريخ خاصة استولى عليها الحوثيون وحولوها إلى عبوات ناسفة تستخدم لنسف جسور الطرقات وعبارات سيول الأمطار ومنازل السكان، موضحًا أنّ الحقل الجاري العمل فيه هو في الأصل حقل ألغام أرضية تبلغ مساحته أكثر من 22 ألف متر مربع، والعمل جار حاليًّا على تأمينه لخطورة موقعه على حياة المدنيين، باعتباره منطقة رعي وزراعة ومنه تمر الطرق الفرعية إلى القرى السكنية في منطقة حيس بن علون التابعة لمديرية المخا.
وأشار إلى أنّ فريقه تمكّن حتى الآن من تأمين 70 في المائة من مساحة الحقل الإجمالية وتم انتزاع 150 لغمًا متنوعًا، موجهًا رسالة شكر وتقدير لإدارة مشروع "مسام" على الدعم المادي واللوجيستي المقدم لهم من قبل المشروع، ومتابعة أعمالهم وتسهيل مهمتهم الإنسانية في اليمن.
ولا يقتصر عمل المشروع الذي يعمل تحت مظلة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على عملية نزع الألغام وإتلافها، بل يمتلك فرقًا خاصة لجمع القذائف غير المنفجرة والتي حولها الحوثيون إلى عبوات ناسفة تستخدم غالبا لنسف الجسور ومنازل السكان.
ويعمل مشروع "مسام"، بـ16 فريقًا هندسيًّا في الساحل الغربي موزعين على مديريات ذباب، والمخا، وباب المندب، والدريهمي، إلى جانب موزع، والوازعية، والخوخة، وحيس، ويختل، إضافة إلى مديرية كرش بمحافظة لحج، وذلك لتخفيف وطأة المعاناة عن المدنيين.
وزرعت المليشيات الحوثية أعدادًا مهولة جدًا من الألغام الأرضية والبحرية والعبوات الناسفة والقذائف الصاروخية والمدفعية في البر والبحر وبطريقة عشوائية تصل إلى ما يقارب المليون لغم وعبوة وقذيفة مفخخة على امتداد الساحل الغربي برًا وبحرًا.
المليشيات الحوثية منذ أن أشعلت الحرب، واستطاعت السيطرة على المؤسسات العسكرية والأمنية في معظم المناطق، ومنها الساحل الغربي الممتد من محافظة الحديدة وحتى باب المندب، المنفذ البحري الأهم في العالم، لجأت إلى إفراغ المعسكرات من الترسانة العسكرية بمختلف أنواعها ونقلها إلى المعسكرات الخاصة بها وأخرى قامت بتخزينها في كهوف الجبال.
الألغام والعبوات الناسفة مختلفة الأحجام والأشكال والأنواع كانت أحد أخطر الأسلحة التي وضعت المليشيات يدها عليها، بالإضافة إلى الدعم الذي كانت تتلقاه من إيران قبل تحرير مناطق واسعة من الساحل الغربي عبر ميناء الحديدة ويعد من أهم الموانئ الرئيسية في اليمن، جعلت شهية الحوثيين تزداد شراهة لزرع المزيد من أسلحة الموت والدمار في المنطقة.