الجنوب حجر عثرة أمام مخططات قطر وتركيا في اليمن
رأي المشهد العربي
تزايدت وتيرة التحركات الدولية بشأن اليمن على مدار الأيام الماضية وذلك مع تنامي الحديث عن إمكانية التوصل إلى حل سياسي للأزمة والوصول إلى سلام شامل ينهي الحرب الدائرة منذ سنوات، ما انعكس على زيادة حجم التدخلات الخارجية التي تحاول البحث عن موطأ قدم قبل استقرار الأوضاع بما يضمن الاستفادة من مرحلة ما بعد الحرب.
على رأس هذه التحركات يأتي التدخل التركي الذي يلهث وراء أي منطقة يشتغل فيها النزاع بمنطقة الشرق الأوسط للتواجد فيها لتحقيق استفادة قصوى للتنظيم الدولي للإخوان الذي يحاول استعادة نفوذه في بلدان عربية عدة بعد أن انكشف أمام الشعوب العربية التي لفظته، وبالتالي فهو يسعى للعودة مرة أخرى ولكن عبر بوابة العنف والفوضى بعد أن فشل الرهان على السياسة.
تعول تركيا ومن خلفها قطر على مليشيات الإصلاح باعتبارها الأقرب من الناحية الإيديولوجية والأكثر قدرة على تنفيذ المناورات التي تقوم في ظاهرها على السياسية وباطنها على الأعمال الإرهابية التي تمهد لأن تكون أنقرة أحد أطراف الأزمة في المستقبل القريب، ولعل الزيارات التي قام بها عدد من قيادات الشرعية المختطفة من قبل الإصلاح على مدار الأيام الماضية يبرهن على ذلك.
تحاول تركيا أن تجد لنفسها مكانا في اليمن وتعتمد في ذلك على التعاون بين مليشيات الإصلاح ونظيرتها الحوثية، وبدا أن لعبة تقسيم المواقع التي جرت خلال الأيام الماضية بين الطرفين في نهم والجوف ومأرب وتعز، تعد جزءاً أصيلاً من التدخلات الإقليمية التي تهدف إلى ترسيخ التعاون بين محور الشر التركي القطري الإيراني داخل اليمن.
غير أن ضمان تحقيق ذلك يتطلب عدم وجود قوى مناوئة لهذا التحالف بما يضمن استمرار توزيع التركة بشكل سلس، وهو ما لا يمكن تحقيقه في ظل قوة أبناء الجنوب ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات الجنوبية التي تقف صامدة أمام التحالف الحوثي الإصلاحي في مواقع عدة.
يقوم التحالف بين الحوثي والإصلاح على استراتيجية "التسليم والتسلم" بمعنى أن تسلم مليشيات الإصلاح مثلاً أحد الجبهات للمليشيات الحوثية، بالمقابل وقوف مليشيات الحوثي عند نقطة محددة لا تتجاوزها في مأرب.
يمكن التأكيد على أن المفاوضات بين الطرفين التي جرت مؤخراً في صنعاء هدفت إلى التنسيق بينهما على مصير باقي الجبهات، غير أن هناك حجر عثرة يقف أمام كل هذه التحالفات تكمن في القوات المسلحة الجنوبية التي تحافظ ببسالة على محافظات الجنوب وتمنع وصول المخططات إلى محافظات الجنوب، وبالتالي فإن اليقظة وأعلى درجات الاستعداد مطلوبة لإفشال المخططات التركية القطرية التي ينفذها الإصلاح باعتباره ذراعاً لهذا التحالف المشبوه.