جريمة الإخوان الثانية.. كابوس صنعاء يطارد مأرب

الأربعاء 5 فبراير 2020 00:05:37
testus -US

فرضت التطورات الميدانية في محافظة مأرب نفسها في صدارة الأحداث خلال الأيام الماضية، فيما يتعلق بالدور المشبوه الذي تلعبه المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية على هذه الجبهة.

وعلى غرار محافظة صنعاء التي سلّمتها المليشيات الإخوانية للحوثيين، وأصبحت هذ المحافظة تتعرّض لصنوف عديدة من الاعتداءات والجرائم، بات محافظة مأرب من تنال هذا المصير وفقًا للتفاهمات التي تجري بين هذين الفصيلين الإرهابيين.

ويرى الكاتب الصحفي نبيل الصوفي أنَّ المليشيات الإخوانية ستسلم مأرب إلى الحوثيين كما فعلت في صنعاء.

الصوفي قال في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "جماعة الإخوان لم تتعظ من درس السقوط الذي حدث في صنعاء قبل سنوات، لن تحتمي مأرب بالإخوان ولا بالمؤتمر.. هي بحاجة لقياداتها المحلية لتحميها من الحوثي ومن الإخوان ومن المؤتمر معًا".

وأضاف: "الشمال يمر بأول نقاط تحولاته مابعد الجمهورية اليمنية من مأرب، لن يصمد استنزافها من النخب التي أفشلت الجمهورية والدولة والثورة بصنعاء ونزلت مارب تتديول، وليت أنها فعلًا تعلمت الدرس في صنعاء وأقامت دولة محترمة نزيهة مقاومة مقاتلة في مأرب، لا بل أخذت كل عوامل السقوط معها من صنعاء إلى مأرب".

وتابع الصوفي: "كما حدث في نهم، ستسلم هذه القوى مأرب للحوثي كما سلمت دماج وعمران".


وضمن لعبة التوازنات التي تدور رحاها في الوقت الراهن، تواصل دولة قطر تنفيذ مخططها الساعي إلى حماية وتقوية النفوذ الإخواني، ممثلًا في حزب الإصلاح، وذلك عبر سلسلة من التفاهمات تقودها مع المليشيات الحوثية، لتقوية التعاون والتنسيق فيما بينهم.

المخطط القطري فضحه قيادي بارز بالمليشيات الحوثية، عندما اعترف بأنّ الدوحة طلبت منهم التوقُّف عند تخوم محافظة مأرب ومنعتهم من السيطرة عليها، خشية من سقوط تنظيم الإخوان المسيطر على المحافظة التي توجد بها مصفاة لتكرير النفط.

الاعتراف الحوثي صدر على لسان القيادي محمد البخيتي في تصريحات لقناة الجزيرة القطرية، قائلًا: "دولة عربية طلبت منّا التوقف عن اجتياح مأرب التي كنّا على بعد كيلومتر واحد من احتلالها، وقد استجبنا لهذه الدولة التي تخشى على الإخوان من الهزيمة على اعتبار أنهم حلفاء لنا"، في إشارة إلى قطر الممول الرئيس للإخوان الذي يدين بالولاء لأجندة الدوحة العدائية لجيرانها.

وبث الحوثيون مشاهد تبين أن فرضة نهم شرق صنعاء سقطت دون قتال، بعد أن سلم الإخوان أسلحة ضخمة للمليشيات المدعومة من إيران، وقالت مصادر عسكرية إن "الأسلحة التي حصل عليها الحوثيون تكفي للقتال سنة كاملة".

وبعد تفشي هذا الكم الهائل من العبث، كثر الحديث عن حزمة من التدابير العسكرية يتخذها التحالف العربي، تشمل إجراء تغييرات واسعة في قيادة المناطق والوحدات العسكرية في محافظتي مأرب والجوف، ومراجعة المسجلين على قوائم منتسبي جيش الشرعية التي تشير التقارير إلى أن معظمها أسماء وهمية تنتمي إلى عناصر الإخوان.

وتشهد المرحلة المقبلة صدور جملة من القرارات التي ستتم بموجبها إعادة التوازن لتركيبة الجيش الذي تعرض خلال السنوات الخمس الماضية لحالة تجريف طالت الضباط المحترفين واستبدالهم بآخرين عقائديين لا يتمتعون بأي خبرات عسكرية.

ومن المتوقع أن تتم إعادة ضباط محسوبين على نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى قيادة بعض الوحدات العسكرية في محافظتي مأرب والجوف اللتين تعرضتا لهجمات حوثية واسعة تسببت في تغيير موازين القوى العسكرية على الأرض لصالح الحوثيين.