تفكيك الجبهات.. استراتيجية تركية ينفذها الإصلاح لإرباك التحالف العربي
الجمعة 7 فبراير 2020 20:01:50
رأي المشهد العربي
في الأزمات التي تداخلت فيها تركيا بشكل مباشر، وبالتحديد في سوريا وليبيا، عمدت أنقرة على تنفيذ استراتيجية عسكرية تضمن اختراق قواتها لتلك البلدان، تمثلت في تفكيك المناطق العسكرية وإزكاء الخلافات بين المكونات المسيطرة على الوضع في تلك المناطق بما يمهد لدخول قواتها بسهولة من دون مشكلات كبيرة.
الخطة التركية تبدو إلى الآن ناجحة في الشمال السوري، وكذلك في العاصمة الليبية طرابلس، وإن كانت في الثانية مازالت تتحسس خطواتها وترسل بالمليشيات الإرهابية لتقوم بنفس أدوارها هناك، ويبدو أن الارتكان على المليشيات أيضاً إرهاب تركي إيراني يحاول الدفع نحو مزيد من الحروب الأهلية والدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط.
إذا أردنا أن نطبق الاستراتيجية التركية في ليبيا وسوريا على الأوضاع الحالية في اليمن، فإنه من الواضح أن هناك بوادر لتنفيذ مثل هذه الخطط عبر الارتكان إلى مليشيات الإصلاح، الذي يتعاون بدوره مع العناصر الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، ولعل ذلك ظهر واضحاً في جبهات القتال التي كان من المفترض أن تحررها قوات الجيش التي يسيطر عليها الإصلاح.
لكن بدلاً من ذلك كانت هناك عملية تفكيك ممنهجة للجبهات في الجوف ومأرب وصعدة، وتزامن الهجوم الحوثي على تلك الجبهات مع تجدد الدعوات التي أطلقها القيادي الإخواني الإرهابي حمود المخلافي لانسحاب المقاتلين من الحدود، بالإضافة إلى افتعال الاضطرابات داخل عدد من المعسكرات التابعة لقوات الجيش في صعدة بإيعاز من عناصر وقيادات إخوانية.
وهو ما أرجعه العديد من المراقبين إلى وجود رغبة إخوانية في اتجاه تفكيك مكونات الشرعية التي يدعمها التحالف العربي وإرباك استراتيجية مواجهة المشروع الإيراني في اليمن، وأن تلك التحركات جاءت كنتيجة مباشرة للدور التركي المتصاعد في الملف اليمني.
تسعى تركيا من خلال تفكيك جبهات القتال مع المليشيات الحوثية إلى الانتهاء لعدم وجود قوة تكون لديها القدرة على التعامل مع الإرهاب الحوثي في ظل سيطرة المليشيات على عدد من محافظات الشمال، وبالتالي فإن ذلك يساعدها على إبرام العديد من الاتفاقات مع إيران لدعم دخولها كطرف فاعل في الأزمة اليمنية.
بالإضافة إلى أن أنقرة تدرك تماماً أن وجود عناصر مليشيات الإصلاح في جبهات الشمال سيؤدي مباشرة إلى انتهاء دورها في الجنوب، في وقت تحاول فيه أن تزج بهم في محافظات الجنوب، لتنفيذ توجهاتها الساعية للتواجد بشكل أكبر في الجنوب لأهداف سياسية ترتبط بإعادة تمكين الإخوان وتوجيه ضربات مباشرة نحو دول التحالف العربي، وبالتالي فإن الحل يكمن في تفكيك جبهات الشمال.
ولعل ذلك ما كشفت عنه تقارير إعلامية عدة تحدثت عن تجميع مئات المليشيات داخل المعسكر الممول قطريا في منطقة يفرس بتعز ومحاولة إظهارهم كمقاتلين منسحبين من جبهات صعدة على الحدود مع السعودية.