تنظيم القاعدة في مهمة تنفيذ أهداف الحوثي والإصلاح بالجنوب
يحاول تنظيم القاعدة استعادة نفوذه في الجنوب مرة أخرى بعد أن طهّر الحزام الأمني والقوات الجنوبية بمساعدة القوات المسلحة الإماراتية الجنوب من خطر التنظيمات الإرهابية، لكن التنظيم يحاول العودة هذه المرة من أجل تنفيذ أهداف التحالف الحوثي والإصلاح والذي قرر الارتكان على العناصر الإرهابية التابعة للقاعدة.
يمكن تفسير الاعتماد على تنظيم القاعدة لتحقيق أكثر من هدف الأول له علاقة على صورة الطرفين الدولية في ظل التضييق الذي يمارسه التحالف العربي والقوات الجنوبية ضد مليشيات الإصلاح باعتبارها مسؤولة عن إفشال اتفاق الرياض، ما انعكس على جملة من الانتقادات الموجهة إلى الشرعية التي أضحت في موقف ضعيف وتحاول أن تستعين بالقاعدة لتتراجع هي خطوات للخلف.
وفي المقابل فإن المليشيات الحوثية هي الأخرى تسعى للارتكان على تنظيم القاعدة عبر علاقتها بمليشيات الإخوان، لأنها فشلت في اختراق الجنوب ولم تحقق أي انتصارات تذكر في جبهة الضالع، وبالتالي فهي تحاول أن تخفف الضغوطات عليها بالتنسيق مع القاعدة لتتفرغ لجبهات الشمال والساحل الغربي.
ولا يمكن أن يكون كل هذا التنسيق بعيداً عن محور الشر الإيراني التركي القطري، والذي يشرف على تلك العلاقة ويراقب نجاحها في صمت، غير أن تشابك الخيوط الداخلية وظهور التنسيق بين الثلاثي الإرهابي ( الحوثي – الإصلاح – القاعدة)، في وقت يتزايد فيه مؤشرات التدخل التركي باليمن يفضح العلاقة الآثمة بينهم.
وصعّد تنظيم القاعدة من عملياته بالجنوب، ونسفت تابعة له، فجر اليوم الأحد، منزل قائد قوات التدخل السريع في الحزام الأمن، بمديرية المحفد، التابعة لمحافظة أبين، وبحسب مصادر مطلعة، فإن عناصر تنظيم القاعدة، الموالية لحزب الإصلاح، فجرت منزل جمال لكمح العولقي، قائد قوات التدخل السريع في وادي حمراء بمديرية المحفد،وكشف عن وقوع إصابات مباشرة في أسرة القائد جمال لكمح، بينهم أطفال ونساء.
يذكر أن تنظيم القاعدة أعاد انتشاره - بعد اجتياح مليشيا حزب الإصلاح الإخوانية الإرهابية لمحافظة شبوة وأجزاء من أبين - في أواخر أغسطس الماضي.
ومؤخرًا، انضمت محافظة أبين إلى القائمة التي تدفع ثمن الإرهاب الإخواني، وذلك من خلال ظهور التنظيمات الإرهابية في جبال وشعاب مديرية المحفد، بعدما عملت المليشيات الإخوانية على تحشيد عناصر إرهابية تابعة لها باتجاه المحافظات الجنوبية للتمركز فيها وتنفيذ مخططات وأجندات إرهابية.
مصادر مطلعة قالت إنّ حزب الإصلاح الإخواني هو الذي يقوم بتمويل هذه الجماعات بالمؤن والغذاء والأموال والسلاح، وقد ظهر جليًّا في تعاونه المباشر مع تنظيم القاعدة، من خلال مشاركة هذه القوات في مهاجمة القوات الجنوبية في كثير من مناطق المحفد وتهيئة الظروف لعناصرها الإرهابية.
ومن جانبه أعتبر نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك أن تنظيم القاعدة في اليمن هو الجناح العسكري لحزب الإصلاح، وتحدى أي إصلاحي نفي علاقة الأب الروحي لهم الزنداني مع بن لادن.
وقال بن بريك في تغريدة نشرها عبر حسابه على تويتر: "يخطئ من يقول إن تنظيم القاعدة متعاون مع حزب الإصلاح الإخونجي، الصحيح إن تنظيم القاعدة في اليمن هو الجناح العسكري لحزب الإصلاح منذ تأسيسه".
وأضاف: "ولازال الزنداني الأب الروحي لتنظيم القاعدة دوليا، وهو الأب الحنون لابن لادن، وأتحدى أي إصلاحي ينفي علاقة الزنداني وقيادات الإصلاح ببن لادن".