الشيخ محمد بن زايد .. ومواجهة زعماء الإصلاح

أحمد سعيد كرامة

لم ولن يكون لقاء ولي عهد السعودية سموا الأمير محمد بن سلمان وسمو ولي عهد أبوظبي الشيخ محمك بن زايد بزعماء حزب الإصلاح عاديا أو وديا كما تروج له بعض وسائل الإعلام وقنوات حزب الإصلاح اليمني .

كان هناك لقاء قبل عدة أسابيع بين سمو ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان مع العقيد محمداليدومي رئيس حزب الإصلاح والأستاذ عبدالوهاب الانسي أمين عام الحزب وهلل وكبر الكثيرون لذلك اللقاء الاستثنائي النادر , ظن البعض بأنه تم فتح صفحة جديدة أو تجديد تحالف قديم بين المملكة العربية السعودية وإخوان اليمن وسيدشن قريبا , منذ عشرات السنين إستفاذ إخوان اليمن من العلاقة المتميزة بين ملوك السعودية و الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر والتي جعلت من زعماء الحزب تجار و مستثمرين كبار .

اللقاء الاخير الذي جمع ولي عهد السعودية سموا الامير محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي سموا الشيخ محمد بن زايد بزعماء الإصلاح لم يكن لقاء وديا أبدآ , لسبب واحد وبسيط جدآ ألا وهو أن اللقاءات الودية لا يحضرها كبار مسؤولي الإستخبارات مطلقا , أن ترسل طائرة خاصة لرئيس حزب الإصلاح العقيد محمداليدومي لتقله من تركيا للرياض فهناك أمر جلل ولا يحتمل التأخير أو المماطلة و التسويف , حضور رؤوساء إستخبارات السعودية والإمارات لذلك اللقاء يعني أن هناك ملفات كبيرة وخطيرة يجب أن يواجه بها زعماء الإصلاح دون تأخير هذه المرة ووضع حد لها .

الكل يعلم بأن هناك سياسة إعلامية رسمية سرية للنيل من دول التحالف من قبل وكوادر وأعضاء حزب الإصلاح وعلى مدار الساعة , ولم يعد ذلك الهجوم الممنهج ينفذ من قبل الأعضاء فقط كالعادة , بل تطور الأمر حتى وصل برئيس كتلة حزب الاصلاح البرلماني شوقي القاضي أن يهاجم دول التحالف وبالاسم من على شاشات قنوات بلقيس و يمن شباب من داخل الأراضي التركية وغيرهم من الكوادر والقيادات , ومنهم على سبيل المثال لا الحصر القيادية توكل كرمان التي كانت أخر صرعاتها الشيطانية مطالبتها بفتح باب الحوار وتقاسم السلطة مع مليشيات الحوثي بعد إغتيال عفاش .

لو كان حزب الإصلاح غير راضي عن تلك التصريحات غير المسؤولة والتي لم تخدم سوى الأعداء فقط , لكان أتخذ بعض الإجراءات العقابية الحزبية ضد أولئك الكوادر أو الإعلاميين من الاصلاحيين , سكوته معناه أنه يؤيد ويبارك تلك التجاوزات الخطيرة بحق دول التحالف وبطريقة غير رسمية , ولكن الرسالة هذه المرة قد وصلت .

مايحدث في بعض جبهات القتال من جمود مريب والتي تعتبر من أهم معاقل حزب الإصلاح في تعز ومأرب وإب وغيرها من المناطق لدليل واضح على تخاذل الحزب وعدم جديته بالقتال للقضاء على الإنقلابيين من أجل إطالة أمد الحرب لاستنزاف دول التحالف ماديا وعسكريا للوصول لهزيمتها خدمة لقطر وإيران .

كلنا نعلم بحجم تلك المظاهرات التي كانت تخرج بشارع الستين بصنعاء لحزب الإصلاح وفجأة إختفت من على وجه الأرض , وكذلك تم تجنيد الآلاف من الأفراد بقوات وزارة الداخلية والجيش من الاصلاحيين ولم نشاهدهم لا بجبهات القتال ولا بتأمين المناطق المحررة أيضآ , ولم يساعدون رجال الأمن والجيش بل العكس تراهم يهاجمونهم ليل نهار لإفشالهم وخصوصا بجنوب اليمن وعدن , ولم نرى تلك القوات أيضآ تدافع عن صنعاء أو تعز أو إب بوجه الانقلابيين إلا القليل منهم كجواجب قبلي , حتى عندما أوشك أنصار الحوثي على السقوط و إنهارت قواتهم بصنعاء وغيرها لم تتحرك قوات حزب الإصلاح نهائيا لدعم الانتفاضة وإسنادها , ولم ينتفض الإصلاحيين بصنعاء ضد أنصار الحوثي كعادتهم عند كل ثورة أو أزمة بل البعض هلل لانتصار الحوثي على عفاش بمعركة الخيانة بصنعاء وضواحيها .

ذلك اللقاء الاستخباراتي لم يكن سوى لكشف المستور وبالصوت و الصورة وبالدليل الدامغ القاطع ضد حزب الإصلاح في اليمن , أوشكت الحرب على نهايتها بحسب منشورات التحالف التي ألقيت على صنعاء والحديدة قبل يومين , وإغتيال عفاش كان نهاية النهاية لمليشيات أنصار الحوثي وإنتحار سياسي وعسكري وإجتماعي وقبلي , وستسقط صنعاء قريبآ بإذن الله بيد الجيش الوطني و المقاومة الوطنية الشريفة بصنعاء , لقد سقطت ورقة التوت الأخيرة وأنكشفت عورات الخونة و المتلونين دوما وأبدا ولم يعد لهم مكان بيننا بعد هذا اليوم . 

مازال هناك متسع من الوقت والمساحة للمغررين العائدين ليعيدوا ترتيب حساباتهم وأولوياتهم وتحالفاتهم بما يخدم ديننا أولا ثم وطننا وشعبنا , يكفي إرتهان لدول لا تريد لنا الخير والأمن و الإستقرار ولم تقدم لنا حتى سفينة طحين حتى يومنا هذا , ولنضع يدنا بيد السعودية و الإمارات وأي دولة أخرى تريد منا أن نصبح شركاء حقيقين لا أتباع , وواهم من يظن بأن السعودية والإمارات تريد شركاء ضعفاء جبناء , فهذا لن يخدم مصالح الطرفين ولن يخلق وضع آمن ومستقر في منطقة تعتبر من أهم مناطق العالم حساسية وأهمية , وحدهم الاقوياء من يصنعون ذلك .

سترحل جيوش السعودية والإمارات و دول التحالف العربي عاجلا أم أجلا عن أراضينا وسيبقى ذكراهم الطيب مخلدا تتناقله الأجيال تلو الأجيال , ولن يبقى على أراضينا غير سفارات وقنصليات تلك الدول ومكاتب لبعض الجمعيات و الهيئات الإغاثية والطبية لتقديم يد العون والمساعدة .


مقالات الكاتب