مفاوضات عمان تعّري الشرعية أمام التحالف العربي
بالرغم من نفي الشرعية المتتالية عقد أي مفاوضات سرية مع المليشيات الحوثية الإرهابية خلال الفترة الماضية، غير أن العاصمة العمانية مسقط كانت شاهدة على جلسات ودية بين الطرفين للتباحث حول ملف الأسرى، في وقت تقوم به العناصر المدعومة من إيران بالتصعيد في عدد من الجبهات.
وتسبب انكشاف المفاوضات الأخيرة في تعرية الشرعية أمام التحالف العربي، الذي يركز جهوده على وقف التصعيد الحوثي لضمان التفاوض مع العناصر الإرهابية مستقبلاً على أرضية صلبة، كما أن تلك المباحثات جاء بعد أيام قليلة من إعلان الشرعية عدم نيتها عقد مباحثات مع المليشيات الحوثية قبل التنفيذ الكامل لبنود اتفاق السويد.
وأفصحت مصادر مطلعة، اليوم الاثنين، عن اجتماع وفدان تابعان لحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، أمس الأحد، للتفاوض حول ملف تبادل الأسرى، وبحسب المصادر ذاتها، فإن أحد فنادق عمان لاجتماعات الوفدين، ولم يفصح المصدر عن مزيد من التفاصيل.
ويرى مراقبون أن الشرعية تبحث عن التوصل إلى اتفاقات مع المليشيات الحوثية بعيداً عن أعين التحالف وأن مفاوضات مسقط تجري بوساطة قطرية إيرانية تحاول أن تفوض جهود التحالف العربي وتصب في النهاية لصالح العناصر المدعومة من طهران وتدعم استمرار التوتر الحالي على الجبهات بما يضمن مزيد من تقسيم التركة بين الطرفين.
وفي تقارب جديد بين الطرفين أعلنت مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، الجمعة الماضية، عملية تبادل للأسرى مع مليشيا الإخوان التابعة لحكومة الشرعية، وكشفت المليشيات الحوثية عن إطلاق سراح أربعة من عناصرها، في شبوة، في صفقة مع مليشيا الإخوان في المحافظة.
وحررت مليشيا الحوثي ثمانية من عناصرها، أواخر يناير، في صفقتي تبادل للأسرى مع تنظيم الإخوان، في محافظتي شبوة والضالع.
العلاقات المريبة بين الحوثيين والإخوان افتضح أمرها كثيرًا في الفترة الأخيرة، ولعل أكثر خطورة ما تمّ الكشف عنه في الساعات الماضية، عندما أقدم حزب الإصلاح على تسليم مواقع مهمة للمليشيات الحوثية على حدود المملكة العربية السعودية، مقابل صفقة يتسلم بموجبها أشخاصًا من أتباعه كانوا موقوفين ويحاكمون بتهمة تفجير مسجد "النهدين" في دار الرئاسة بصنعاء الذي وقع عام 2011.
وكثيرًا ما يتم الكشف عن تبادل للأسرى بين المليشيات الحوثية ونظيرتها الإخوانية، وهي صفقات تزايدت على مدار الأيام الماضية، لا سيّما في أعقاب التوقيع على اتفاق الرياض في الخامس من نوفمبر الماضي، الذي حاول حزب الإصلاح الإخواني بشتى الطرق إفشال هذا المسار.
وفي ديسمبر الماضي، أبرمت المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية صفقة لتبادل الأسرى مع الحوثيين في محافظة شبوة، وينتمي أسرى مليشيا الإخوان الذين جرى الإفراج عنهم في تلك الصفقة إلى مديرية حريب في محافظة مأرب.
وكان التبادل الأشهر للأسرى بين الحوثيين والإصلاح، قد تمَّ في منتصف أكتوبر الماضي، عندما أفرجت مليشيا الحوثي، عن عشرة عناصر إخوانية بينهم خمسة كانوا معتقلين منذ نحو ثماني سنوات على خلفية محاولة اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح في تفجير جامع النهدين عام 2011.
وتضمنت قائمة العشرة المفرج عنهم، عبدالله سعد الطعامي، ومحمد أحمد علي عمير، وغالب العيزري، وإبراهيم احمد الحمادي، وشعيب محمد البعجري، وحباري الاعوج، وحصن علي الاهجري، وهلال عكروت، وفواد الكبودي، وصالح علي أحمد البهلوي.
فيما أفرجت المليشيات الإخوانية عن 14 حوثيًّا، هم عبدالله محمد محمد المزيجي، ونايف محمد حميد صالح النجار، ويحيى محمد مصلح صالح المغربي، وعبدالحميد عبدالله حسين عامر، وعبدالقادر محمد إسماعيل عثمان الوزير، وعلي علي حسين علي صالح البحر، وحامد محمد سعد علي المنتصر، وبدر علي محمد حصن، وصلاح سعد صالح علي العفيري، وعز الدين يحيى بازل، وفارس محمد فارس الحمزي، وهاشم المتوكل، وعلي صالح الصوفي، ومحمد علي السراجي.