(( أسئلة رُبّما تعتبرونها وقحةٌ ! ))
علي ثابت القضيبي
مساء السبت 8فبراير الجاري قدّرَ الله ولطف ، ولاداعي للخوضِ فيما حدث ، فهو معروفٌ للكل تقريباً ، لكنّ السؤال هو : ألم يكُن من أبرز توجهات إتفاق الرياض هو حشدُ كل الجهود لمواجهة الحوثي ؟! إذاً ، لماذا ليس في وارد إهتمام هذه السلطة الشرعية إلا الإستماتة في التّمدد جنوباً وحسب ؟ لاحظوا أنّها قبل أيامٍ فقط قد تلقّت أقوىٰ ضربةٍ على رأسها ، وذلك عندما سيطر الحوثيٌ على خمسة ألويةٍ بعتادها الهائل في نهم ! وهي لم تحرك ساكناً !
أمّا السؤال الذي يؤرقني ويثيرُ حفيظتي هو : لماذا تُمالي الشّقيقة السعودية - راعية الإتفاق - هذه السلطة الشرعية وتصمتُ عليها وهي تُمارسُ كلٌ صنوف التّسويف والتّمييع لإفشال الإتفاق ؟! مثلاً : من بنود الإتفاق نُزول رئيس الحكومة وبعض وزرائه الى عدن لمتابعة توفير الخدمات وصرف المرتبات فوراً ، وهو نزل ، لكن ثمة من يعيق تحسن الخدمات ودفع المرتبات - الجيش أربعة أشهر بدون مرتبات - كما وماحدث بالعكس تماماً ، فقد تفاقمت الإنقطاعات في الكهرباء والمياه ، وفاقم الأمرُ سؤاً إنتشار الأمراض الفتّاكة بين المواطنين ، وتقريباً كلنا قرأنا عن تشدٌق التاجر العيسي بحرب الخدمات خشية إنفصال الجنوب !
لا أعتقدُ مطلقاً أنّ الشقيقة المملكة ، وايضاً كلٌ أشقائنا في الإقليم ، وكذلك كلٌ من يتابع أوضاعنا ، لاأعتقد أنّ كل هؤلاء لم يلتمسوا وباليقين ايضاً أنّ ثمّة تناغماً وتوافقاً من نوعٍ ما بين هذه الشرعية والحوثي ، أو على الأقل بين جناحٍ فاعلٍ في هذه الشرعية والحوثي ، كما وهذا يُشعرني كمواطن جنوبي أن مثل هذا التناغم قائمٌ ايضاً بين هذا الجناح في الشرعية وشقيقتنا المملكة ، خصوصاً والمملكة تتماهىٰ تماماً مع كل طروحات هذا الجناح وإملاءاته ولاتُبدي حيالها تحفظات تُذكر !! هذا ماأشعرُ به وكذلك الأغلبية هنا في جنوبنا .
وسؤالٌ ٱخر ربما يقفزُ ببراءةٍ وحُسنُ نيةٍ ، وهو : ألم تتغيّر الأمورُ كثيراً برحيل الشقيقة الإمارات من جنوبنا ؟! طبعاً هذا ليس تقليلاً من شأنِ ودور السعودية في جفرافيتنا ، كلا ، فدورها معروفٌ ومشهودٌ له ولاشك .. لكني أتناولُ هنا مُشاهدات المواطن الجنوبي الذي إفتقدَ حميمية ودفئ حضور أخوتنا الإماراتيين بيننا ، حتّى من جرحى الحرب مَن حدّثني بمرارةٍ وألمٍ عن الإهمال الذي وجدوهُ برحيل أخوتنا الإماراتيين عنّا ، ناهيك عن أسر الشهداء الذين تتعثّر مرتباتهم الان وتوقف الألف ريال السعودي الذي كانوا يستلمونهُ شهرياً بإنتظامٍ !
بصراحةٍ .. الأسئلة كثيرة ومؤرقة ، ولأنّ مايدورُ يصبغُ المشهد بضبابية من المُستحسن أن لايطول عهدها ، ولأنّ من بين أبرز وأكثرها حيرةً هو سؤال : مَن هو الخصم الحقيقي لهذه السلطة الشرعية الذي سلب سلطاتها وشرّدها هاربةً من عاصمتها ، بل وإقتحم غُرف نوم قادتها ، هل هو الحوثيٌ أو جنوبنا ؟! وهذا سؤالٌ هو للشرعية وللدولة الراعية وللإقليم ولكل العالم ، ولأنّ في الإجابة الدّقيقة والكاملة عليه ستتكشّف خفايا وأمورٌ وأمور .. أليس كذلك ؟!