العمل المجتمعي التّطوعي

* علينا أن نفهم العمل المجتمعي بأنه فعل إنساني تطوعي ، وغايته في الأول والأخير هو تقديم خدمة نافعة للمجتمع وبدون مقابل ، أي هو يدخل في سياق التّضحية بالوقت والجهد لأجل الٱخرين ، وهذا هو الأصل . * وفي العمل المجتمعي أولا وأخيراً علينا مراعاة الله سبحانه وتعالى في كل خطوة نخطوها ، وأن نساوي بين الناس جميعاً فيما يُقدّم لهم ، ونحرص على العدل بأقصى حدود ، أي لا أن نُقرّب أهلنا وذوينا وأصدقائنا ومعارفنا من منافعه ومكاسبه ، فهؤلاء ( الأقربون ) يتم تقريبهم وأفضليتهم عندما يكون المنح والعطاء من جيبك الخاص وحسب ، وليس من فوائد وهبات العمل المجتمعي ، فهذا جرمٌ كبير بحق الأمانة التي تحمّلتها أمام الله والناس جميعا ، وستحاسب على ذلك أمام الباري جلّ وعلا شأنه ، وستكون محل احتقار الناس وازدرائهم وشتائمهم بحقك ولاشك . * العمل المجتمعي في أساسه كما أسلفنا هو عمل تطوعي بحت ، ويعمله الإنسان بكل تجرد ونكران ذات ، ولاينتظر من وراءه مكسباً شخصياً أو عائدا له مهما قلّ شأنه ، ولايكسب وراءه إلا رضى الله وأجره ، ولابأس او ضرر من كسب حب الناس وتقديرهم لجهوده . * ومن يتكسّب من العمل المجتمعي التطوعي أو ينتفع لشخصه أو ذويه فقد خالف أهم مرتكزات العمل التطوعي ، ومن يُصرٌ على التّمسك بالبقاء والثّبات في هيئاته ولجانه ومكوناته ، أو من يخوض صراعات وعراك ويُكتّل لأجل الإستمرار بالبقاء في هيئاته ، فأعلموا أن هذا كذابا أفّاكاً ومصلحياً يتكسّب من هذا العمل المجتمعي التّطوعي بشكلٍ أو بٱخر ، أو له غايات أخرى يخفيها ولاتدخل ضمن نطاق خدمة مجتمعه وأهله وفائدتهم ، وهذا ليس بحاجةٍ الى نقاش أصلاً ، وهو يتدثّر زوراً وكذباً بأنه يقدم عملاً تطوعياً ، وعلى كل الناس أن يدركوا هذا جيداً ، أليس كذلك ؟