الحوثيون والإنترنت.. المليشيات تعزل مناطق سيطرتها عن العالم

الأربعاء 12 فبراير 2020 23:22:00
testus -US

لا تزال شبكات الإنترنت محاصرة في قبضة المليشيات الحوثية التي تمارس إرهابًا فجًا ضد هذا القطاع وعلى صعيد واسع.

المليشيات التي تستهدف عزل المناطق الخاضعة لسيطرتها عن العالم، بدأت حصر شبكات الواي فاي في حارات وإحياء مديريات أمانة صنعاء تمهيدًا لاستكمال مصادرة ما تبقى منها.

واستدعت المليشيات مشايخ وعقال مديريات صنعاء، وعمَّمت عليهم بضرورة التعاون مع الفرق الميدانية الحوثية، كما وزَّعت المليشيات استمارة على عقال الحارات من أجل الحصر تتضمن معلومات تفصيلية عن ملاك وشركاء كل شبكة وأوقات تشغيلها وعلى أي أبراج تتواجد أجهزة بثها.

وفي مديرية الجبين بمحافظة ريمة، وجّه مدير المديرية عقال القرى والعزل بحصر شبكات الواي فاي وعدد قطع البث التابعة لها تمهيدا لمصادرتها.

وأواخر العام الماضي، بدأت المليشيات الحوثية بمصادرة "إنتينات" بث شبكات الواي فاي في صنعاء، وذلك في إطار مساعي المليشيات لتقييد حرية الرأي والتعبير وعزل المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات في مناطق الحوثيين عن العالم وفي محاولة لإخفاء جرائمها وقطع تواصل النشطاء الحقوقيين عن العالم.

وقيَّدت المليشيات من تدفُّق حركة البيانات ورفعت أسعار خدمة الإنترنت وبطأت من سرعته متذرعة تارة بقطع الكابل في المياة الدولية بالقرب من قناة السويس وتارة أخرى بأعمال تخريبية في الكابل في العاصمة عدن، ومرة ثالثة يتضرر الكابل في منطقة حرض.

وشهدت محافظة صنعاء في الأيام الأخيرة، انهيارًا حادًا في خدمة الإنترنت، في أزمة تتعرّض لها مختلف مناطق سيطرة المليشيات.

واستبقت المليشيا الإرهابية، توقيف خدمة الإنترنت، بحملة واسعة لقطع شبكات الإنترنت المحلية، في مناطق سيطرتها، بعد رفعها سعر تعرفة الإنترنت بنسبة تجاوزت 130%، إضافة إلى تعمدها إبطاء سرعة الإنترنت.

ورجّح مراقبون أن وراء إجراءات التضييق الحوثية المستمرة على خدمة الإنترنت مخاوف من اندلاع انتفاضة شعبية ضد المليشيات المدعومة من إيران، تساهم خدمة الإنترنت في توسعها.

وفي أكثر من مرة، لجأت مليشيا الحوثي إلى الحد من سرعة الإنترنت في صنعاء لعزل السكان، وهذا تكتيك لجأت إليه إيران خلال الاحتجاجات الماضية لقمع الاضطرابات.

وكانت وزارة الاتصالات في حكومة المليشيات الحوثية "غير المعترف بها" قد أعلنت - قبل أيام - خروج 50% من الإنترنت نتيجة لعمل تخريبي، لتواصل بذلك سوق التبريرات لتقييد حركة الاتصالات والإنترنت في مناطق سيطرتها.

الوزارة قالت في رسالة بعثت بها للمشتركين المحليين، إنّ 50 % من النت خرجت نتيجة عمل تخريبي نتج عنه فصل المسار الدولي مع جيبوتي.

وتتعمَّد المليشيات الحوثية تقليل حركة تدفق البيانات والإنترنت في مناطق سيطرتها في إطار مساعيها لعزل السكان عن العالم الخارجي والتضليل على انتهاكاتها وجرائمها بحق المدنيين.

أزمة انقطاع الإنترنت مستمرة منذ أكثر من شهرين، وتسبَّبت في خسائر كبيرة في القطاع التجاري وبخاصةً لشركات الصرافة والبنوك.

وتسبَّب انقطاع الإنترنت بشكل شبه كامل في توقُّف كافة القطاعات والمعاملات وبخاصةً الاقتصادية والمعاملات التجارية، إلى جانب توقف منصات التواصل الاجتماعي بعد أن كانت ملاذاً للعديد من شرائح المجتمع.

وكان لدى المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية حتى آخر العام 2019، 4 كوابل للسعات الدولية يتم تغذيتها من أربع شركات دولية.

وعدم سداد الشركة الواقعة تحت سلطة المليشيات الحوثية لمبالغ استئجار الكوابل أدى - وفق مراقبين - لتوقُّف ثلاث من الشركات عن تغذية المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية وأثر انقطاع الإنترنت على المعاملات التجارية ومختلف المرافق، وعلى وسائط التواصل الاجتماعي، وكذا التواصل بين الأسر وأبنائها المغتربين.

كما أنّ انقطاع شبكة الإنترنت بشكل شبه كامل أربك كافة القطاعات وبخاصةً الاقتصادية، مع تسببه بوقف مظاهر الحياة في العديد من المدن.

وسبق أن اعترفت وزارة الاتصالات الخاضعة لسيطرة الحوثيين بأنّ 80% من خدمة الإنترنت خرجت عن الخدمة، جراء انقطاع الكابل البحري فلكون في قناة السويس.