سياسة غض البصر.. جريمة الشرعية لجر الجنوب إلى الفوضى

الاثنين 17 فبراير 2020 01:35:54
testus -US
طبقت مليشيات الشرعية التي تتواجد في محافظتي أبين وشبوة سياسية غض البصر عما يجري حولها من جرائم أمنية واجتماعية في محاولة لجر الجنوب نحو فوضى تسعى إليها لتمكنها من تثبيت أركانها، وهو ما ضاعف من وتيرة الأعمال الإجرامية في المناطق التي تستطير عليها من دون أن تحرك ساكنة.
وتسعى الشرعية إلى تمكين العناصر الإرهابية من الانتشار في المحافظات الجنوبية، وتدرك تماماً أن ذلك من المستحيل أن يجري في أوضاع وظروف طبيعة، وأن الذهاب باتجاه دعم سيولة الأوضاع الأمنية وعدم التعامل الجدي مع الجرائم التي تقع بين الحين والآخر يخلق بيئة خصبة لانتشار تلك العناصر.
ويأتي تنفيذ تلك السياسية في سياق إقليمي أكبر بعد أن دشنت تركيا وقطر وإيران تحالفاً خارجياً يسعى لاختراق الجنوب، وأن ذلك انعكس على العلاقات القوية التي ظهرت للعلن بين مليشيات الإصلاح وعناصر تنظيم القاعدة من جهة وبين الإصلاح والمليشيات الحوثية على الجانب الآخر.
وتنبهت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي لتلك الألاعيب وأكدت في بيانها الصادر اليوم الأحد، عن اجتماعها الأسبوع، عن خطورة التنسيق بين الحوثي والإصلاح بهدف إعادة احتلال الجنوب، وإسقاطه في أتون الفوضى.
واستعرضت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، خلال اجتماعها، اليوم الأحد، مستجدات الأوضاع الأمنية والعسكرية والسياسية، على الساحة الجنوبية، وتطرق الاجتماع إلى المحاولات الاستفزازية لمليشيا الإخوان الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية، في محافظات سقطرى وشبوة وأبين.
واعتبرت الهيئة تزامن محاولات مليشيا الحوثي فتح جبهتين جديدتين في كل من يافع والمسيمير بمحافظة لحج، مع استفزازات مليشيا الإخوان في شبوة وأبين، وإعادة تفعيل نشاط الخلايا الإرهابية في المناطق الوسطى بمحافظة أبين، دليلا قاطعا على التنسيق بين جميع تلك الأطراف. 
وأكد مصدر محلي في مديرية الصعيد بمحافظة شبوة، أن اشتباكات مسلحة وقعت مساء اليوم الأحد بين أسرتي آل باعدلان وآل عيشة العتيقي، مشيراً إلى أن الاشتباكات تجري بين الأسرتين منذ قرابة ساعة دون تدخل من الجهات المعنية لوقف إطلاق النار بين الطرفين، أن الاشتباكات أسفرت عن إصابة حرجة لأحد الأشخاص.
يشار إلى أن الاشتباكات اندلعت على خلفية مقتل الدكتور سالم العتيقي في عيادتة بوادي يشبم، وتعيش محافظة شبوة حالة انفلات أمني وتدهور في الخدمات الأساسية، عقب احتلال مليشيا الإخوان لها.
كما فشلت مليشيا الإخوان التابعة لحكومة الشرعية، في القبض على قاتل الدكتور سالم محمد هادي باعدلان، صباح أمس السبت، في يشبم بمديرية الصعيد، وشنت المليشيا حملة عسكرية كبيرة على مدينة يشبم،  للبحث عن الجاني، بعد وقوع الجريمة بأكثر من خمس ساعات.
وقال مصدر محلي إن المليشيا الإخوانية قررت القبض على شقيق الجاني، بعد هروب المتهم من المنطقة، وتعثر القبض عليه، مشيراً إلى أن المليشيا دخلت مديرية الصعيد، للبحث عن الجاني بعد فراره بخمس ساعات، مؤكدا أن المقبوض عليه اعترض على جريمة شقيقه قبل فراره.
وأضاف أن عناصر المليشيا رفضت الاستماع إلى شقيق الجاني، الذي حاول إيضاح حقيقة موقفه ورفضه التام للجريمة، إلا أنهم اعتقلوه كرهينه للضغط على الجاني بهدف تسليم نفسه.
وتفاقمت جرائم القتل والسرقة تحت سيطرة مليشيا الإخوان، وسط انفلات أمني واسع في محافظة شبوة، تعد جريمة قتل الدكتور سالم هادي، السادسة في مديرية الصعيد، خلال أربعة أشهر في ظل احتلال مليشيا الإخوان الإرهابية لمحافظة شبوة.
فما قال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي، اليوم الأحد، إن مشهد إغراق محافظة شبوة في التناحر القبلي والفتن يتكرر كما حدث بعد حرب 94، مشيرًا إلى أن الغاية واحدة.
وكتب في تغريدة عبر "تويتر" رصدها "المشهد العربي": "ذهبت مليشيات الإصلاح فأخذت رهائن من أقارب الجناة بهدف إجبار الجناة على تسليم أنفسهم! على الرغم من نظام الرهائن العجيب تجددت الاشتباكات الليلة بين أسرة الطبيب القتيل وأسرة الجناة وسقط جرحى! مشهد إغراق شبوة في التناحر القبلي والفتن والإرهاب يتكرر كما حدث بعد حرب ٩٤م والغاية واحدة".