إتاوات الحشاء .. المليشيات ترد على خسائرها الضخمة أمام القوات الجنوبية
في الوقت الذي مُنِيَ فيه الحوثيون بخسائر ضخمة أمام القوات الجنوبية على أكثر من جبهة، فإنّ المليشيات وسّعت من ممارسات الابتزاز في محافظة الضالع.
المليشيات الحوثية توسّعت في عملية الابتزاز والتعسفات ضد المواطنين بمديرية الحشا بالضالع، بحسب مصادر محلية قالت إنّ المليشيات قامت بفرض مبالغ مالية على التجار في مديرية الحشاء وتحصيلها بالقوة.
وأضافت المصادر أنّ المليشيات كلفت كل عاقل وشيخ جمع مبلغ مالي من قريته والزمت إدارة بريد الحشاء باستقطاع مبالغ من مرتبات الموظفين التي تصرف بشكل منتظم للمديرية.
إقدام المليشيات الحوثية على هذه الممارسات تُعبِّر عن حجم الغضب والانهيار الذي أصاب هيكل هذا الفصيل بسبب الخسائر الضخمة التي تعرّض لها أمام القوات الجنوبية في مختلف الجبهات على مدار الأيام الماضية.
وفي أحدث التطورات العسكرية، فقد اندلعت مواجهات مسلحة بين القوات الجنوبية ومليشيا الحوثي الإرهابية في جبهة حيفان عيريم جنوبي تعز، في وقتٍ شنّت فيه القوات المسلحة الجنوبية، قصفًا مضادًا بالمدفعية الثقيلة، استهدف مرابض مدفعية مليشيا الحوثي الإرهابية في جبهة ثرة.
وقصفت المليشيات المدعومة من إيران، بالدبابات وقذائف الهاون مواقع القوات الجنوبية، عقب طلعات استطلاعية لطيران التحالف العربي في ثرة ومكيراس.
كما تصدت القوات الجنوبية، هجومًا لمليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، في محيط مدينة الفاخر، شمال غربي الضالع.
وكشفت مصادر ميدانية عن نجاح القوات الجنوبية عن إحباط تسلل عسكري للمليشيات الحوثية في محيط الفاخر، وقالت إنَّ مجاميع حوثية حاولت التسلل نحو مواقع القوات الجنوبية، في لكمة عثمان وسط قصف، مؤكدةً إجبار المليشيات على الهرب.
القوات المسلحة الجنوبية قدّمت الكثير من البطولات في مواجهة المليشيات الحوثية، وأظهرت قدرتها على صد الأعداء وطرد المتآمرين على الجنوب وتكبيدهم خسائر فادحة في مختلف الجبهات، وفي مقدمتها محافظة الضالع.
تبرهن هذه الانتصارات البطولية أنَّ الجنوب يقف في خندق واحد إلى جانب التحالف العربي لمكافحة التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها المليشيات الحوثية.
وفي الوقت الذي تُسطِّر فيه القوات الجنوبية هذه الملاحم البطولية ضد الحوثيين، فإنّ حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني تواصل الانبطاح أمام المليشيات الموالية لإيران على مختلف الأصعدة.
وتواصل حكومة الشرعية طعن التحالف بـ"خنجر الخيانة" إما عبر الخسائر "السهلة" أمام الحوثيين، أو تسليم المليشيات مواقع استراتيجية.
حكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا منحت الحوثيين السيطرة على جبهة نهم وكذلك في محافظة مأرب، فضلًا عن محافظة الجوف الحدودية مع السعودية، ما يُمكّن الحوثيين من فتح جبهة قتال جديدة ضد المملكة.
وقبل بضعة أيام، أعلنت المليشيات الحوثية أنّها سيطرت على مساحات تخطّت الـ2000 كيلو متر مربع في غضون أيام قليلة، وهذا بالموازين العسكرية أمرٌ لا يمكن حدوثه من دون أنّ تكون الشرعية قد سلّمت هذه المساحات للحوثيين.
الأمر لا يتعلق فقط بتسليم الأراضي، بل عملت "الشرعية" كذلك على تدعيم الأسلحة الثقيلة للحوثيين، وهي أسلحة قدّمها في الأساس التحالف العربي للحكومة من أجل محاربة الحوثيين، لكنّها قدّمتها للمليشيات.
ويمكن القول إنّ هناك تقاطعًا وتقاربًا في المصالح بين المليشيات الحوثية وحكومة الشرعية، فالأخيرة لا تريد حسم المعركة كونها تحقق مكاسب كثيرة من الوضع الراهن، لا سيّما أنّ مصالح قادة هذه الحكومة خاصة الإرهابي علي محسن الأحمر لا تزال قائمة في مناطق الحوثي وتدر عليه الكثير من الأموال.
تقاطع المصالح بين الحوثيين والشرعية يطيل من أمد الحرب، ويُكبِّد المدنيين الكثير من الأعباء والأثمان الفادحة، وفي الوقت نفسه فإنّه يُمكِّن قادة الشرعية بالأخص الموالين لحزب الإصلاح من الانتفاع والتكسب وتحقيق أرباح ضخمة، على مختلف الأصعدة.