هدنة الحديدة الجديدة.. كيف تنجو من الخروقات الحوثية؟

الخميس 20 فبراير 2020 02:36:50
testus -US

في خطوة تستهدف إحلال السلام بعدما بلغت الحرب أمدًا طويلًا، توصلت القوات المشتركة في الحديدة إلى اتفاق جديد مع مليشيا الحوثي لعقد هدنة برعاية بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة.

وتضمنت بنود الهدنة الجديدة، وقف الأعمال العسكرية في جميع أنواعها بمديرية حيس، ووقف الاعتداءات على نقاط الرقابة وإبقاء نقاط الرقابة في نقاط التماس مسرح لعمليات ضباط الارتباط فقط.

وجاء في الاتفاق أنّه يعتبر أي قصف صاروخي أو مدفعي من كلا الطرفين انتهاكًا للهدنة ويعتبر مؤشرًا للتعصيد العسكري من قادة الطرف المعتدي، كما أنه يمنع ضرب أي تسلل أو تجمعات مشبوهه من أي طرف الا بعد إبلاغ ضباط الارتباط في غرفة العمليات الثلاثية في سفينة الأمم المتحدة.

وشملت البنود منع أي تحليق للطيران بأنواعه وإيقاف الغارات الجوية، وكذلك الالتزام بوقف إطلاق النار في كل جبهات ومديريات الحديدة، مع دعوة بعثه الأمم المتحدة لسرعة نشر مراقبيين ضمن نقاط الرقابة الخمس إلى جانب ضباط الارتباط.

وفي الوقت الذي يُنظر إلى هذا الاتفاق باعتباره نقلة مهمة نحو تحقيق السلام في محافظة الحديدة، فإنّ هذا المسار لن يكون مجديًّا بحالٍ من الأحوال ما لم يكن مدعمًا بإجراءات صارمة تنفذها الأمم المتحدة تضمن إنجاح أي تحرك نحو إحلال السلام.

ولا تملك المليشيات الحوثية تاريخًا نظيفًا فيما يتعلق بالتوجه نحو السلام، فاتفاق السويد الذي تمّ توقيعه في ديسمبر من العام قبل الماضي، كان يُنظر إليه باعتباره خطوة أولى على طريق وقف الحرب، إلا أنّ المليشيات الحوثية ارتكبت أكثر من 13 ألف خرق لبنود الاتفاق على مدار الفترة الماضية، وهو ما أدّى إلى إفشال الاتفاق وخروجه عن مضمونه بشكل كبير.

يُشير ذلك إلى أنّه من الضروري على الأمم المتحدة قبل أن ترعى أي اتفاق سياسي أن تتخذ الإجراءات اللازمة من أجل ضمان إنجاح هذا المسار، وحتى لا تتكرر أخطاء الماضي القريب.

ولعل ما يعقد من المشهد في الوقت الراهن أنّ المليشيات الحوثية كثّفت في الأيام الأخيرة من تحركاتها العسكرية التي برهنت من خلالها على رغبتها في التصعيد وعملها المتواصل على إطالة أمد الحرب، وهو ما يُكبِّد المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة.

فيوم الثلاثاء، رصد استطلاع اللواء السابع عمالقة المرابط في جبهة حيس جنوب محافظة الحديدة تجمعات للمليشيات الحوثية من جهة الجنوب- منطقة وادي ظمي.

وقالت مصادر عسكرية في اللواء إن المليشيات قامت بقطع الطريق التُرابي الذي استحدثه السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات كطريق فرعي يربطهم بمركز مدينة حيس ويعتبر خط شريان حياة.

وأضافت المصادر أن التجمعات الحوثية والتعزيزات تشير إلى استعدادات لشن هجوم على مواقع القوات المرابطة في خطوط المواجهات.

في الوقت نفسه، أغرقت المليشيات مدينة الحديدة بالرمل من أجل بناء المتارس، حيث وزّع الحوثيون الرمل بشكل أكوام متفرقة على الشوارع الرئيسية والفرعية وفي الحارات بالمدينة، ما تسبب بإعاقة الحركة والتنقل للسكان.

وضمن تحركاتها التي تؤشر لمرحلة جديدة من التصعيد، حظرت المليشيات على السكان الخروج بعد الساعة العاشرة ليلاً، كما منعت أصحاب الدراجات النارية من العمل بعد العصر إلى الصباح، وحددت أوقات العمل لأصحاب الدراجات النارية من الصباح وحتى الخامسة عصرًا.

الخطوات الحوثية أيضًا تنضم إلى التحركات التي أقدمت عليها المليشيات من أجل إعادة ترتيب صفوف في محافظة الحديدة وإدخال أسلحة جديدة بتقنيات إيرانية، بعدما استغلت تعثر اتفاق السويد في هذا الصدد.

وفي هذا السياق أيضًا، قامت المليشيات بحفر أكبر نفق ليلًا في منطقة الفازة جنوب شرق الحديدة، في انتهاك حوثي جديد لبنود الهدنة.

وقال الناطق الرسمي باسم ألوية العمالقة مأمون المهجمي، إن مليشيات الحوثي تقوم بحفر أكبر نفق ليلا هو الأول من نوعه وسط تكتم وسرية عالية.

وأضاف أنّ ميلشيات الحوثي تستمر في حفر خندق كبير في منطقة المدمن الواقعة شرق الفازة، والذي يمتد باتجاه الغرب بغية الوصول إلى الخط الساحلي، موضحًا أنّ العمل فيه يجري بوتيرة عالية، وأن عمليات الحفر تبدأ الساعة العاشرة ليلاً حتى الصباح.

وأشار "المتحدث" إلى أنّ المليشيات تستخدم معدات حفر ثقيلة تخفيها بالنفق نفسه الذي تغطيه المزارع، مؤكّدًا أنّ مليشيا الحوثي تفرض إجراءات أمنية مشددة وتمنع السكان، الذين رفضوا النزوح، من الاقتراب من مكان الحفر.

وتوسّعت مليشيا الحوثي في عملية حفر الخنادق في محافظة الحديدة، حيث حفرت المليشيات خنادق تصل بين مديريتي زبيد والتحيتا جنوبي الحديدة.

وتمتد الخنادق الطويلة على امتداد الطريق الرابط بين مديريتي زبيد والتحيتا، وتتفرع منه خنادق أخرى باتجاه منطقة السُّويق التابعة لمديرية التحيتا.