سيارات إسعاف في الجبهات.. الأمم المتحدة تدعم الحوثيين
على الرغم من دورها المفترض في إحداث حلحلة سياسية لإنهاء الحرب في اليمن، فإنّ الأمم المتحدة تقدم صنوفًا من الدعم للمليشيات الحوثية، ما يفرض ارتباكًا على مشهدٍ شديد التأزم في الأساس.
وتواصل عددٌ من المنظمات الأممية دعم المليشيات الحوثية في حربها العبثية التي تشنها منذ نحو خمس سنوات من خلال تقديم المساعدات العينية والنقدية.
متحدث باسم وزارة الصحة في حكومة المليشيات "غير المعترف بها" قال إنّ منظمة الصحة العالمية ستقدم لهم ما يقارب 100 سيارة إسعاف، ما يظهر تورُّط المنظمة مجددًا في دعم مليشيا الحوثي بسيارات إسعاف غالبًا ما تستخدمها الأخيرة في جبهات القتال.
وكانت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، قد سلّمت في مطلع فبراير الجاري، دفعة جديدة من سيارات الإسعاف ذات الدفع الرباعي إلى وزارة الصحة في حكومة مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، في صنعاء.
المنظمة الدولية سلَّمت 50 سيارة إسعاف كدفعة ثانية لمليشيا الحوثي الإرهابية، بعد توفير 40 سيارة في وقت سابق, وقد ذهبت جميعها إلى الجبهات، ولم يتم توزيعها على المستشفيات الحكومية.
منظمة الصحة العالمية تواصل تقديم سيارات الإسعاف ذات الدفع الرباعي للمليشيا الإرهابية، رغم ما وصل إليها من معلومات وتأكدها من عدم وصول تلك السيارات إلى المستشفيات الحكومية، وانما ذهبت لخدمة المقاتلين الحوثيين.
وكثيرًا ما تمّ الكشف عن الدعم الذي تقدمه الأمم المتحدة للحوثيين، وهو دعمٌ يمكِّن الحوثيين من إطالة الحرب، كما يفرض كثيرًا من الشبهات حول الدور الذي تؤديه المنظمة الدولية، والتي يفترض أنّها تعمل على حل الأزمة.
وتتعدد أساليب الدعم المباشر من قبل المنظمات الأممية للحوثيين، منها توقيع مذكرة تفاهم بين منسقية الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة ومليشيا الحوثي في صنعاء لإقامة جسر جوي لنقل جرحى الحوثيين إلى الخارج ولمدة ستة أشهر.
وتعمَّدت المنظمة الأممية السماح لأشخاص بالدخول إلى اليمن عبر طائراتها، رغم أنه لا توجد لهم صفة دبلوماسية أو إغاثية، وربما يكونوا خبراء عسكريين وخبراء تصنيع وتطوير أسلحة قدموا لمساعدة الحوثيين.
أحد أشهر هذا الدعم أيضًا تمثّل في تقديم الأمم المتحدة عبر برنامجها الإنمائي "UNDP"، بمنحة دعم لمليشيا الحوثي في مدينة الحديدة، مكونة من 20 سيارة ذات دفع رباعي، تحت ذريعة استخدامها في نزع الألغام.
المنحة المقدمة من قبل الأمم المتحدة، أثارت استياء وسخط على صعيد واسع، باعتبار أنّ ذلك يمثل دعمًا مباشرًا من الأمم المتحدة للحوثيين، الذين أقدموا على زرع كميات كبيرة من الألغام على مدار السنوات الماضية.
ورأى خبراء أنّ تسليم الأمم المتحدة سيارات لإزالة الألغام يعد فضيحة بكل المقاييس، حيث لم تعلن المليشيات على الإطلاق انتزاع لغم أرضي واحد، بل زرعت مئات الآلاف من الألغام بأنواعها وظهرت قياداتهم عبر الإعلام وهي تحتفي وتتباهى بإطلاق معامل تصنيع الألغام والعبوات الناسفة، التي راح ضحيتها آلاف المدنيين.