تجارة المليشيات الرابحة تطيل أمد الصراع في اليمن
رأي المشهد العربي
قدر الأبرياء في اليمن أن يكونوا تحت رحمة مليشيات إرهابية هدفها الأساسي استمرار المعركة أطول فترة ممكنة حفاظًا على ما تحققه من مكاسب جراء العمليات التجارية الواسعة التي تشارك فيها لصالح أطراف إقليمية دفعت الغالي والنفيس من أن أجل أن تربح على المستوى المادي والسياسي أيضًا.
هناك أنواع عدة من المليشيات والتنظيمات الإرهابية في اليمن، بدءًا من المليشيات الحوثية الإرهابية، مرورًا بمليشيات الإصلاح الإرهابية التي تهيمن على قوات الجيش ولديها نفوذ قوي داخل الشرعية، نهاية بتنظيم القاعدة الإرهابي الذي ضعُفت قوته كثيرًا، إلى جانب حضور فاتر لتنظيم داعش الإرهابي.
كل طرف من هذه الأطراف يتعامل مع الأوضاع السياسية والأمنية داخل البلاد باعتبارها تجارة مكسبها الأساسي يكون عبر إثارة الفوضى بصورة كبيرة ما يسمح بتهريب الأسلحة والمخدرات والمرتزقة العابرة للحدود، وبالتالي فإن جميع هذه الأطراف لا تتوانى عن ارتكاب جرائم وانتهاكات بحق المدنيين لضمان رواج السوق التجارية التي يعملون فيها.
بالنظر إلى الأطراف الداعمة لتلك الأطراف والمتمثلة في تركيا وإيران وقطر والتنظيم الدولي للإخوان، فإن جميعها تتعامل مع الصراعات الملتهبة في منطقة الشرق الأوسط باعتبارها فرصة سانحة لمزيد من التمدد السياسي والاقتصادي أيضًا لأن ما يجري صرفه على تلك المليشيات من أموال سيعود مستقبلًا في صورة ثورات تسعى للوصول إليها داخل سوريا والعراق واليمن وليبيا.
بالإضافة إلى ذلك فإن هذه الصراعات تحقق رواجًا على مستوى تجارتي السلاح والمخدرات، وهما الأكثر ربحًا على الإطلاق مقارنة بالأعمال الاقتصادية والصناعية الأخرى، كما أنهما يعتبران وقودًا لضمان اشتعال النيران أطول فترة ممكنة، ما يجعل الأطراف الإقليمية الممولة لعمليات التخريب تحاول بشتى الطرق أن تضمن تحقيقها مكاسب طائلة لأنها في المقابل ستكون قد سقطت أرجلها في مستنقعات الفوضى.
بالنظر إلى تلك المقدمات يمكن تفسير توالي جرائم مليشيات الإخوان ونظيرتها الحوثية، والتي كان آخرها أمس الاثنين، بعد أن تمكنت نقطة أمنية للواء التاسع صاعقة التابع للقوات الجنوبية بطور الباحة بلحج، من ضبط سيارة محملة بكميات كبيرة من قذائف الهاون والمتفجرات المتنوعة في طريقها للعاصمة عدن.
وبالتالي فإن المواجهة لابد أن تكون حاسمة من التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي، وأن إفساد تلك التجارة سيتوقف على عمليات ضبط تهريب السلاح والمخدرات بالإضافة إلى توجيه ضربات قوية ومتتالية لتلك المليشيات لإضعافها وتحويلها إلى ورقة محروقة بالنسبة للأطراف الإقليمية التي تدعمها، وذلك بالتوازي مع الجهود السياسية المهمة لإنهاء الأزمة.