بـإعلان رسمي.. الحوثي يزج بالمدنيين إلى محارق الموت
في الوقت الذي تُمنى فيه المليشيات الحوثية بكثيرٍ من الخسائر على مختلف الجبهات القتالية، فإنّ هذا الفصيل الإرهابي يلجأ إلى التوسُّع في تجنيد المدنيين من أجل الزج بهم في محارق الموت.
وزارة الدفاع في حكومة المليشيات "غير المعترف بها" أعلنت فتح باب التجنيد بشكل رسمي بعد تراجع أعداد المقاتلين في صفوفها.
الوزارة قالت في بيان، إنّها تمكّنت من الانتهاء من تشكيل اللجان الرئيسية والفرعية بالمديريات والعزل والتي هي(لجنة السلطة المحلية - لجنة الأمن- لجنة الإشراف العام- اللجان المجتمعية من الشخصيات والوجاهات).
وأضافت أنّه تمّ تجهيز مراكز الإستقبال للراغبين الإلتحاق بعملية التجنيد، مؤكّدةً التزامها بدفع المرتبات والتغذية للمجندين الجدد وتم وضع أرقام تلفونات للتوصيل المجاني إلى محرقة الموت.
وكانت المليشيات الحوثية قد أصدرت توجيهات للمشرفين بسرعة التجنيد والتحشيد للجبهات بشكل عاجل نظرا لخطورة الوضع، كما ألزمت المشرفين بالتحرك في حالة عدم التحديد لسد الفراغ بصحبة أولادهم وهو ما وضعهم في مأزق مع الحوثيين.
ودفع الأطفال الثمن الأكثر فداحة فيما يتعلق بسياسة التجنيد التي أقدمت عليها المليشيات الحوثية وتوسّعت في تنفيذها على صعيد واسع.
وتحوّلت جبهات القتال التي أشعلتها المليشيات الحوثية إلى ثقوب سوداء تلتهم الآلاف من الأطفال الذين استدرجتهم للقتال في صفوفها، بحسب شهادات حقوقية محلية ودولية.
وشهدت محافظات حجة والمحويت وذمار وإب، في الآونة الأخيرة اختفاء العشرات من الأطفال، مرجحة قيام المليشيات باستدراجهم إلى معسكرات التجنيد.
وأبلغ خلال الأسبوعين الأخيرين، عن اختفاء أكثر من 30 طفلاً تحت سن الثامنة عشرة خرجوا من منازلهم ولم يعودوا إليها، وهي الواقعة ذاتها التي تحدث عنها ناشطون في محافظتي حجة والمحويت.
ويرجح السكان المحليون أن عمليات التعبئة القتالية والمحاضرات الحوثية في المدارس والمساجد، أدت إلى دفع المئات من الأطفال إلى اعتناق أفكار الجماعة بخصوص الدعوة إلى الموت والذهاب إلى جبهات القتال.
ومثّل "تجنيد الأطفال" الجريمة الأشد بشاعةً التي اقترفها الحوثيون، حيث زجّت المليشيات بعددٍ كبير من الأطفال إلى الجبهات بعدما عملت على تدريبهم عسكريًّا وتلقينهم بمواد طائفية تدفعهم نحو القتال إلى جانب المليشيات.
وكان مجلس الأمن الدولي، قد أصدر بيانًا الأسبوع الماضي، جدَّد فيه دعوته كل الدول الأعضاء وكيانات الأمم المتحدة إلى أن تعمل، منذ المراحل المبكرة لجميع عمليات السلام، على "دمج كافة أحكام حماية الطفل في جميع مفاوضات السلام واتفاقات وقف إطلاق النار،" بما في ذلك التركيز على "حقوق الأطفال ومصلحتهم الفضلى."
وفي ديسمبر الماضي، اتهم التحالف العربي، مليشيا الحوثي بتجنيد نحو 23 ألف طفل للزج بهم في جبهات القتال، وقال إنَّه يواصل جهوده لإنقاذ الأطفال الذين جندتهم المليشيات.
وفي الفترة الأخيرة، قدَّمت المليشيات الحوثية عروضًا للأهالي بمنح مكافآت مالية لكل طفل يذهب إلى جبهات القتال، مع منح أسرته موادًا إغاثية وتسجيلهم في قوائم المستحقين للمواد الغذائية، وأولوية العلاج في المستشفيات، ومنح بطاقات ورقية لكل أسرة يتم الحصول بموجبها على ما يسمى بـ"مكرمة السيد".
وتعتبر محافظة حجة من أكثر المحافظات التي يتعرض فيها الأطفال والمدنيون للاضطهاد والتجنيد بالقوة، حيث تسبّبت مليشيا الحوثي في قتل وجرح 900 طفل حتى نهاية العام الماضي.
وكشفت تقارير رسمية أنّ المليشيات الحوثية حرمت ثلاثة آلاف طفل من التعليم وأجبروا المئات على القتال في صفوف مليشياتهم بالقوة، وأنّ الأطفال الذين أجبرتهم المليشيات على حمل السلاح يشكلون ما نسبته 50% من إجمالي مقاتلي الحوثيين في حجة.