معاداة الجامعات.. مخطط حوثي غاشم يستهدف الحاضر والمستقبل
واصلت المليشيات الحوثية جرائمها التي تستهدف قطاع التعليم وتحديدًا الجامعات، على النحو الذي يقود إلى تدمير هذا القطاع بشكل كامل.
ففي جريمة حوثية جديدة، احتجزت القيادة الجديدة لجامعة العلوم والتكنلوجيا والمفروضة من قبل المليشيات الحوثيين، وثائق التخرج لطالبات كلية طب الأسنان بجامعة العلوم والتكنلوجيا في إطار الصراع الدائر بين الجامعة والمليشيات.
الجامعة كانت قد أصدرت توجيهات سابقة بعدم دفع الرسوم في إطار الصراع الدائر بين الجامعة والحوثيين وهو ما دفع المليشيات بالتوجيه إلى شؤون الطلاب بالجامعة عدم استكمال إجراءات التخرج حتى يتم دفع كامل الرسوم.
مصادر محلية قالت إنّ الدفعة الـ22 من طالبات كلية طب الأسنان بالجامعة والتي تخرجت بناء على توجيهات الحوثيين، لن تستكمل أي إجراءات لاستخراج الوثائق إلا بعد دفع الرسوم.
وتضمَّنت التوجيهات عدم اعتماد أي توجيهات من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الخاضعة تحت سيطرة الحوثيين أي توقيعات للقيادات السابقة وإصدار تهديد شديد اللهجة عدم استخراج أي وثائق بدون موافقة القيادات الجديدة مهما كان نوعها.
وتسعى المليشيات الحوثية المدعومة إيرانيًّا، إلى "حوثنة" قطاع التعليم العام والجامعي، حيث تمارس تضييقًا على الجامعات؛ بهدف فرض السيطرة عليها، ومواصلة استغلالها في التعبئة الطائفية.
وتعمل المليشيات على تجريف الجامعات من كوادرها وخبراتها، عبر أساليب توزعت بين الاستهداف المباشر وغير المباشر، والإغلاق، والاعتداء، والإقصاء، والاعتقال، والمصادرة، وفرض إتاوات، والتهديد بالنفي، وكذا التصفية الجسدية.
ومع استمرار الانتهاكات الحوثية المتواصلة في الجامعات، اقتحمت عناصر المليشيات عددًا من قاعات المحاضرات في كليتي الآداب والتربية بجامعة صنعاء، واعتدت على عدد من الأكاديميين والطلاب الذين أعلنوا عن رفضهم الصريح والقاطع لتعيين قياديين حوثيين عمداء للكليتين.
وكثَّفت الميليشيات من اعتداءاتها وفرض قيودها على العشرات من الجامعات الخاصة في صنعاء ومناطق أخرى خاضعة لسيطرتها، ضمن توجُّه حوثي يسعى لتضييق الخناق ثم فرض السيطرة الكاملة على ما تبقى من القطاع الخاص، ولا سيما فيما يتعلق بمجال التعليم العالي.
وتتنوع طرق وأساليب المليشيات الحوثية في استهدافها المتكرر للجامعات الخاصة في صنعاء ومحافظات أخرى لتشمل الإغلاق والاعتداء والاعتقال، فضلا عن فرض إتاوات والتهديد والوعيد بالنفي، والتصفية الجسدية لكل من يخالف قرارات الميليشيات المتخذة حيال أي جامعة أهلية.
وكانت المليشيات قد استكملت السيطرة على جامعة العلوم والتكنولوجيا بصنعاء التي تعد كبرى الجامعات الأهلية، حيث قالت المصادر إنّ الحوثيين وعقب اقتحام عناصرها حرم الجامعة نصبت رئيسًا جديدًا من أتباعها الطائفيين على جامعة العلوم والتكنولوجيا، مستغلة في الوقت نفسه حيلة ما يعرف بـ"الحارس القضائي" في عزل واختطاف رئيس الجامعة وفرض السيطرة الكاملة عليها.
وعمَّمت المليشيات الحوثية على موظفي الجامعة قرارًا يقضي بالإحاطة علمًا بأنّه تم تعيين رئيس للجامعة يدعى عادل المتوكل وهو أحد أبناء السلالة الهاشمية، وسبق أن تم تعيينه رئيسًا لجامعة آزال قبل نحو شهر كما تم تعيينه العام الماضي كعميد لكلية الطب جامعة عمران.
واستطاعت المليشيات الحوثية، عبر حيلة "الحارس القضائي"، من الاستيلاء على العشرات من المؤسسات الأهلية والخاصة في صنعاء، حيث تقدمت المليشيات من خلالها وعبر عناصرها وأتباعها على احتلال المؤسسات الخاصة، والعبث بمحتوياتها والتحكم بمواردها المالية والإدارية وتحويلها لخدمة المليشيات وأجندتها الطائفية.
ويمارس الحوثيون ضغوطًا وابتزازات ضخمة على الجامعات الأهلية في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات التي تتحكم أيضًا بكل قرارات وخطط وتوجهات أغلب الجامعات الخاصة في صنعاء، بما في ذلك عملية التسجيل وإقرار المساقات الدراسية والإشراف على الأنشطة والفعاليات.
هيمنة المليشيات وسطوتها على الجامعات أحدثت حالةً من التلاعب التي ساهمت في انتشار الوساطات والمحسوبيات وزيادة الضغوط الاجتماعية، ونهب المال العام وابتزاز الجامعات الخاصة بإتاوات دون وجه حق واستغلال العملية التعليمية برمتها لخدمة المليشيات.