الحوثي والإصلاح ومغازلات وضح النهار
رأي المشهد العربي
جهارًا نهارًا، يقدم حزب الإصلاح الإخواني ومليشيا الحوثي وصلات غزل، كل منهما للآخر، ليُضاف كمٌ كبيرٌ من العبث إلى مشهدٍ سوداوي لا ينقصه أي عبث.
العلاقات بين الحوثيين والإصلاح عديدة، وكثيرًا ما فضح أمرها، وقد أخذت جانبًا سريعًا لفترات طويلة على الصعيد العسكري، وذلك عبر قيام الحزب الإخواني بتسليم المليشيات الموالية لإيران مواقع استراتيجية أو تجميد جبهات أخرى.
ليت الأمر انتهى عند هذا الحد، لكنّ الفصيلين الإرهابيين عمدا إلى تعزيز علاقاتهما المشتركة عبر وصلات مفضوحة من الغزل، تمّ الإعلان عنها على صعيد واسع في الفترة الماضية.
المليشيات الحوثية من جانبها، أصدرت تعميمًا لجميع وسائل الإعلام التابعة لها وناشطيها على مواقع التواصل الاجتماعي، بتحسين الخطاب الإعلامي تجاه حزب الإصلاح والمليشيات التابعة له.
التعميم الحوثي قضى بعدم تناول حزب الإصلاح في وارد خصوم المليشيات أو المناهضين لسلطاتها، وتركيز الخطاب الإعلامي على الخصوم المشتركين للجانبين، في إشارة إلى الجنوب والتحالف العربي.
الخطوة الحوثية يبدو أنّها تأتي ردًا على مغازلة إخوانية مفضوحة، صدرت على لسان قيادي بحزب الإصلاح، ظهر عبر قناة فضائية إخوانية تبث من المملكة العربية السعودية، وهو يتغزّل في الحوثيين.
الإخواني محمد الحزمي قال إنّ خلاف حزبه مع الحوثيين سياسيًّا فقط، وصرَّح هو يتغزل في المليشيات: "خلافنا مع الحوثيين كان سياسيًّا قبل ٢٠١١ وأثناء الانتخابات دخل الشياطين ووسعوا بيننا الخلاف وأيضًا وسائل الإعلام الاجتماعية لها تأثير وفتنة بشق الصف بيننا".
تكشف هذه المغازلات الحد الكبير الذي بلغته العلاقات الحوثية - الإخوانية، والتي تمثّل طعنة شديدة الغدر من قِبل حزب الإصلاح بالتحالف العربي، الذي تكبّد تأخُّر حسم الحرب.
الاختراق الإخواني لحكومة الشرعية هو أحد أسباب إطالة أمد الحرب إلى وقتها الراهن، وقد أصبح من الضروري التدخُّل بشكل حازم وحاسم من أجل استئصال نفوذ الإخوان من معسكر الشرعية.